مازال المغرب لم يعبر، رسميا، عن موقفه من الدعوة التي تلقاها من إسبانيا، شهر نونبر الماضي، للترشح لتنظيم نهائيات كأس العالم "مونديال 2030"، بشراكة مع البرتغال، في المقابل فإن دولا أخرى تتطلع لتنظيم هذه التظاهرة، باشرت إجراءات إعداد ملفاتها. الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، أعلن رسميا، يوم السبت الماضي، أنه سيتم تشكيل لجنة رباعية بين صربيا، وبلغاريا، ورومانيا، واليونان، لإعداد ملف مشترك للترشح لاستضافة نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2028، وأيضا نهائيات كأس العالم 2030. وأضاف الرئيس الصربي، خلال نهاية قمة رباعية بين بلاده اليونان ورومانيا وبلغاريا، في العاصمة الرومانية بوخاريست: "لقد قررنا تشكيل لجنة تنظيم تتكون من 16 شخصا، أي أربعة أفراد من كل بلد، من أجل الإعداد لملفين، الأول بخصوص الترشح لاستضافة كأس أوروبا 2028، والثاني بخصوص استضافة كأس العالم 2030". من جهته أكد "كراسن كراليف"، وزير الرياضة البلغاري، سعي بلاده للتقدم بملف مشترك مع رومانيا وصربيا واليونان، مبرزا: "سنجهز عرضا واقعيا تماما، ندرك أنه يتعين علينا الوفاء بمجموعة من الالتزامات والشروط التي تحددها فيها، وقد بدأنا العمل في هذا السياق". وأضاف المسؤول ذاته، أنه في إطار إعداد ملف الترشح لاستضافة مونديال 2030، فإن بلاده رصدت مبلغ 40 مليون دولار لتجديد أحد ملاعبها، وبناء ملعب أولمبي جديد في العاصمة "صوفيا"، مشيرا إلى أن الجارة اليونان لديها ملاعب في المستوى، وتتطلع إلى بناء ملعب جديد بمواصفات حديثة، كذلك الشأن بالنسبة لصربيا ورومانيا. إضافة إلى ملف دول البلقان، فإن دول أمريكا اللاتينية الأوروغواي والأرجنتين والباراغواي، عبرت، سابقا، عن استعدادها لاحتضان نهائيات 2030، والتي تصادف مرور 100 سنة على تنظيم أول تظاهرة في الباراغواي سنة 1930. وفي هذا السياق قال راسيو كارتس، رئيس الباراغواي، شهر أكتوبر الماضي، خلال لقائه برئيسي الأرجنتين والأوروغواي، إن بلاده الأحق بتنظيم نهائيات 2030، بشراكة مع جيرانها، كما أن اتحادات الدول الأربعة، أصدرت بيانات رسمية تؤكد فيها مباشرتها إعداد ملف مشترك. وإضافة إلى ملف دول البلقان وملف أمريكا اللاتينية، فإن الدول البريطانية إنجلترا وأسكتلندا ووليز، تسعى هي الأخرى للتقدم بملف مشترك، لكنها لم تعبر عن ذلك رسميا. صحيح أن المغرب كان قد عبر، بشكل غير رسمي، عن عزمه الترشح، مرة سادسة، لتنظيم نهائيات كأس العالم، لكن المعطيات الآن قد اختلفت، فالاتحاد الدولي "فيفا" أكد، أكثر من مرة، أن الملفات المشتركة تحظى عنده بالأولوية، وبالتالي فإنه في حال كانت رغبة المغرب جدية في الترشح لمونديال 2030، فلا خيار أمامه إلا مشاركة إسبانيا والبرتغال أو دول إفريقية شقيقة، والتعبير عن رغبته رسميا الترشح، والانطلاق في الاستعدادات منذ الآن.