بالتزامن مع الاعلان عن أسماء أعضاء لجنة النموذج التنموي الجديد، كشفت دراسة حديثة للمندوبية السامية للتخطيط حول "تصورات المغاربة حول الحماية الإجتماعية، مساهمة لإثراء النقاش حول النموذج التنموي الجديد"، عن أرقام صادمة تهم نظرة المواطنين المغاربة للخدمات الاجتماعية المقدمة، وبرامج المساعدة الاجتماعية التي أطلقتها المملكة من سنوات. وفي هذا الصدد، كشفت الدراسة أن " المغاربة أقل ادراكا لوجود هذه البرامج، التي تروم محاربة الفقر، كما أن " معظم الفئات الاجتماعية والمهنية المعنية، ترجع أسباب صعوبة الوصول والاستفادة من هذه البرامج الموجهة الى الفقراء، وانعدام فعاليتها وكفاءتها، الى تفشي منطق المحسوبية و "االزبونية" في المرافق العمومية، يليها "ضعف الخدمات المقدمة"، و"صعوبة الولوج" اليها. و هي العوامل الرئيسية التي تحد من فعالية وكفاءة برامج المساعدة المقدمة للفقراء، وفقا للمستجوبين. أما الأطر العليا والمسؤولون التسلسليون المستجوبين في اطار هذه الدراسة، فأرجعوا ضعف الولوج الى الخدمات وبرامج المساعدة الاجتماعية، على التوالي الى :"جودة الخدمات المقدمة" بنسبة 9,14%، والعاطلون عن العمل يصرون على "الزبونية" بنسبة5,47 %و"ضعف العرض" بنسبة 1,28. وأفادت الدراسة المنشورة في العدد الجديد ل"مختصرات المندوبية السامية للتخطيط"، أن المغاربة لا يستفيدون الا النزر اليسير من برامج محاربة الفقر، حيث صرح 6,47 %من المغاربة أنهم يعرفون هذه البرامج، من بينها، 37% لاعلم لهم مسبقا ب"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية"، و 2,25 % ب"برنامج مساعدة الأرامل"، و 9,23 % ببرنامج "مليون محفظة"، و9,7 % ب"برنامج تيسير". من جهة أخرى، يتميز النظام الصحي المغربي، بحسب المستجوبين، بخدمات مترهلة ورديئة، وفشل نظام الصحة العمومية بسبب ضعف البنى التحتية والموارد، والارتفاع المستمر في الإنفاق الصحي الكارثي من طرف الأسر، مما تسبب في تأزيم حالة الأسر الأكثر فقرا". وعبر 50 % من المستجوبين عن عدم الرضا عن هذه الخدمات المقدمة من طرف المؤسسات العمومية، وهو الوضع الذي عزاه المستجوبون الى "سوء جودة الخدمات"، و"ضعف الإشراف الطبي"، وكذا "الضعف في الوصول إلى الخدمات الصحية"، كما صنف 3,60 %من المغاربة الذين تمت مقابلتهم الإنفاق الصحي على ً نظام التغطية الصحية نظرا لارتفاع تكلفة الخدمات الطبية. ويرى حوالي 9 من كل 10 مغاربة )9,88 % أن نظام التغطية الطبية "غير موفر" للجميع، كما أن 3.44 في المائة من السكان يعتبرون الخدمات الصحية "ضعيفة"، و 5.38 في المائة "متوسطة"، مقابل 3.17 "جيدة". وتبدو حالة النساء أكثر تدهورا من الرجال فيما يخص التغطية الطبية، حيث يعتبر 2,56 % منهن أن التغطية الطبية منخفضة مقارنة ب 2,43 %من الرجال، فيما يعبر الأشخاص دون سن 35 عن فهم أكثر تعبيرا عن الجودة المنخفضة مقاربة مع الأشخاص ذوي 50 سنة وأكثر )4,49 %مقابل 7,45(. وصرح المغاربة الذين هم على علم بوجود هذه البرامج الاجتماعية، أن الفقراء يستفيدون قليلا فقط، 5,65 %أو لا يستفيدون بنسبة5,23 %، وهو ذات التصور الذي ينطبق عل مكان الإقامة والعمر والحالة الاجتماعية والمهنية. بخصوص أسباب التأثير المنخفض لهذه البرامج الاجتماعية، فقد عزاها40.6 في المائة من المستجوبين الى تفشي الزبونية والمحسوبية للاستفادة منها، و 30 في المائة بسبب ضعف الخدمات، و 22.7 بسبب صعوبة الولوج والوصول اليها، فيما أكد 6.1 في المائة أن السبب هو رداءة جودة هذه الخدمات الاجتماعية المقدمة، فيما استنكر 43.8 في المائة في الوسط الحضري الزبونية في الولوج الى هذه الخدمات، فيما عزا 37.5 في المائة في المناطق القروية سبب ضعف الاستفادة من هذه الخدمات والبرامج الاجتماعية الى المكاسب المحدودة لهذه البرامج.