بعدما تراجعت نتائج ألعاب القوى المغربية بشكل مخيف في التظاهرات العالمية خلال السنوات الأخيرة، يبدو أن موهبة جديدة بدأت تلمع في سماء "أم الرياضات" وقد تعيد بعض أمجاد المغرب في هذه الرياضة. ويتعلق الأمر بالعداء المغربي أنس الساعي الذي بصم على إنجاز جديد بتحطيم الرقم القياسي الوطني في سباق 3000 متر داخل القاعة، مسجلا زمنا قدره 7:32.45 دقيقة، وذلك خلال مشاركته في لقاء ليفين الفرنسي ضمن ملتقيات الجولة القارية الفضية.
وكان الرقم القياسي السابق بحوزة العداء هشام الكروج، الذي حقق توقيتا قدره 7:33.73 دقيقة عام 2003 خلال نفس الملتقى.
ويأتي هذا الإنجاز الجديد بعدما باتت ألعاب القوى المغربية تكتفي بتألق عداء واحد ووحيد، هو البطل العالمي سفيان البقالي، صاحب الميدالية الذهبية الأخيرة في أولمبياد باريس 2024، حتى بات المغاربة يلقبونه بالشجرة التي تُخفي غابة من المشاكل في ألعاب القوى المغربية التي كانت بالأمس القريب أكثر تألقا.
وأصبح المغاربة يتحسرون على السنوات الذهبية لرياضة ألعاب القوى مع أبطال من طينة سعيد عويطة، ومولاي إبراهيم بوطيب، وخالد السكاح، وهشام الڭروج، وخالد بولامي، وزهرة واعزيز، ونزهة بيدوان، وصلاح حيسو، وعلي الزين، وجواد غريب، وحسناء بنحسي، وعادل الكوش، وعبد العاطي إيڭيدير وغيرهم.
غير أن سطوع نجم العداء أنس الساعي (23 عاما)، الذي حقق إنجازا جديدا، بكسر رقم هشام الكروج، في مسافة ثلاثة آلاف متر داخل الصالات، قد تكون بداية جديدة لحصد المزيد من الإنجازات مستقبلا، نظرا لصغر سنه، خصوصا في بطولة العالم داخل الصالات، التي تستضيفها الصين في مارس القادم.
وسجل الساعي زمنا قدره 7:32.45 دقائق، أي بفارق ثانية و28 جزءا من المائة عن الرقم الذي سجله أسطورة ألعاب القوى المغربية والعالمية هشام الكروج، في الملتقى نفسه عام 2003.
وجاء إنجاز العداء أنس الساعي بعد أسبوع فقط من كسر الرقم القياسي لملتقى ميتز في فرنسا بسباق 1500 متر داخل الصالات، بعدما سجل توقيتا قدره 3:33.55 دقائق، ضمن الجولة القارية الفضية لألعاب القوى داخل الصالة.
وبعد هذا الإنجاز عبر العديد من المتتبعين عن تفاؤلهم بمستقبل العداء الواعد أنس الساعي، لحمل مشعل أسطورة ألعاب القوى هشام الكروج، في السباقات المتوسطة، نظرا لأرقامه المميزة حتى الآن.