عقب إعلان المغرب قطع علاقاته مع إيران، بسبب دعمها للجبهة الانفصالية بالسلاح، عبر حزب الله الذراع الموالية لطهران - بعد أن تبين بالدليل القاطع أن السفارة الإيرانية في الجزائر سهلت عمليات تواصل وتدريب عسكري بين حزب الله والبوليساريو- صعدت الرباط من اللهجة ضد أعداء الوحدة الترابية للمغرب. وقالت الخارجية إن المملكة المغربية تتفهم حاجة الجزائر للتعبير عن تضامنها مع حلفائها حزب الله وإيران والبوليساريو، ومحاولتها إنكار دورها الخفي في العملية التي تهدد الأمن الوطني للمغرب.
وفي مقابل نفي الجهات الأربع (إيران وحزب الله والجزائر والبوليساريو) لاتهامات المغرب، جددت وزارة الخارجية التأكيد على أنها تمتلك معطيات دقيقة وأدلة دامغة على الدعم السياسي والإعلامي والعسكري الذي يقدمه حزب الله لجبهة البوليساريو الانفصالية بتواطؤ مع إيران.
واستدعت الجزائر السفير المغربي لديها على خلفية تصريحات لوزير الخارجية المغربي بعد قطع العلاقات مع طهران.
وردت الرباط بأنها تأسف لما وصفته ب”موقف العداء الثابت للجارة الجزائر”.
ويرى مراقبون أنه عندما يتعلق الأمر بدور الجزائر في قضية الصحراء ودعمها الفاضح للبوليساريو، فإن المغرب ليس في حاجة إلى الإشارة إلى تورط هذا البلد ولا إلى اتهامه بشكل غير مباشر، فمن المعروف أن الجزائر ومنذ 1975 تحتضن وتسلح وتمول وتدرب انفصاليي البوليساريو وتتعبأ دبلوماسيًا من أجلهم".
وينظر للخلاف الجزائري المغربي العميق بشأن قضية البوليساريو، على أنه صراع على امتلاك القوة الإقليمية وقيادة دول المغرب العربي.
ويقول الضابط الجزائري في الاستخبارات الجزائرية، أنور مالك في حديث سابق لقناة CNN بالعربية، إن سبب الدعم الجزائري لا يتعلق بما تعلنه الجزائر من “عدالة القضية” فقط، “بل لأنها (الجزائر) وجدت فرصة لتصفية حسابات قديمة ومتجددة مع المغرب، وأيضًا توجد منافسة على الزعامة في المغرب العربي”. على حد تعبيره.