تعزيزا لدورها العسكري بالمنطقة، وباعتبارها حليفا رئيسيا خارج الناتو، نجحت المملكة المغربية في كسب صفقة عسكرية تاريخية لتحديث أسراب طائرات "F-16″، بعد موافقة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، على إتفاقية بيع حوالي 40 صاروخا من طراز AGM-154C JSOW للقوات المسلحة الملكية.
وتعتبر هذه الصفقة، وفق مراقبين، خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية العسكرية بين الرباط وواشنطن، وتعميق التعاون الدفاعي من أجل فرض التوازن الأمني بمنطقة شمال إفريقيا، في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة "الملتهبة" تغيرات جيوسياسية كبيرة، خاصة مع تزايد النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا.
وفي هذا الصدد، اعتبر هشام معتضد، مستشار في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أن "الصفقة الأخيرة لبيع صواريخ JSOW من طراز AGM-154C إلى المغرب خطوة استراتيجية مهمة في تعزيز العلاقات العسكرية بين الولاياتالمتحدة والمغرب، خاصة في ظل الدور المتزايد الذي يلعبه المغرب كحليف مهم للولايات المتحدة في شمال إفريقيا".
وأضاف معتضد، في تصريح ل"الأيام 2′"، أن "هذه الصفقة، التي تبلغ قيمتها 250 مليون دولار، تأتي كجزء من الجهود الأمريكية لدعم شركائها خارج حلف الناتو، مما يبرز أهمية المغرب في سياق الاستقرار الإقليمي والسياسي في المنطقة".
ومن الناحية الجيوستراتيجية، قال معتضد، إن "هذه الصفقة تعتبر توطيدا للعلاقات الدفاعية بين البلدين، حيث تعزز من قدرات القوات المسلحة الملكية المغربية وتدعم موقع المغرب كدولة محورية في شمال إفريقيا".
وتابع أن "بيع صواريخ متطورة مثل JSOW إلى المغرب يعكس رغبة الولاياتالمتحدة في الحفاظ على توازن القوى الإقليمي في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة في المنطقة، بما في ذلك الإرهاب والتوسع الجيوسياسي لبعض القوى المنافسة".
وأوضح معتضد، أن "الصواريخ الموجهة JSOW، التي تم تطويرها بالتعاون بين القوات الجوية والبحرية الأمريكية، تمثل إضافة مهمة لقدرات المغرب الدفاعية الجوية، مما يتيح للمغرب القدرة على تنفيذ عمليات دقيقة ضد أهداف استراتيجية من مسافات بعيدة".
وأبرز أن "هذا النوع من التسلح المتقدم يتماشى مع طائرات F16 المغربية، ويعزز من جاهزية الجيش المغربي في العمليات الجوية المستقبلية، خاصة في ظل تطلع المغرب للحصول على طائرات F35 الأكثر تطورًا".
ومن الناحية السياسية، أكد المستشار الأمني، أن "هذه الصفقة تعزز مكانة المغرب كحليف استراتيجي للولايات المتحدة في إفريقيا والعالم العربي، حيث يشكل المغرب جزءً مهما من الاستراتيجية الأمريكية للحفاظ على استقرار منطقة شمال إفريقيا"، مبينا أن "حصول المغرب على صواريخ JSOW يجعله ضمن قائمة محدودة من الدول التي تمتلك هذه القدرات المتقدمة، مما يزيد من نفوذه الإقليمي ويعزز دوره كلاعب رئيسي في الأمن الجماعي".
وزاد أن "الصفقة تأتي في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تغيرات جيوسياسية كبيرة، خاصة مع تزايد النفوذ الصيني والروسي في إفريقيا"، مشددا على أن "دعم الولاياتالمتحدة للمغرب بهذه القدرات الدفاعية المتطورة يعزز من قدرته على مواجهة التحديات الإقليمية، ويساهم في توازن القوى لصالح الحلفاء الغربيين في مواجهة النفوذ المتزايد للقوى المنافسة".
وعلى المستوى العسكري، يرى معتضد، أن بيع هذه الصواريخ يعكس التطور الملحوظ في التعاون التقني والتدريبي بين القوات المسلحة المغربية ونظيرتها الأمريكية"، مردفا "إلى جانب المعدات الدفاعية، تشمل هذه الصفقات عادة برامج تدريب متقدمة وتبادل الخبرات، مما يرفع من كفاءة وجاهزية القوات المسلحة المغربية في استخدام التقنيات الدفاعية الحديثة".
وأفاد معتضد، أن "الصفقة تعكس توجها أوسع لدى الولاياتالمتحدة نحو تعزيز قدرات شركائها في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة، بما في ذلك الإرهاب، وتهديدات الدول غير المستقرة في المنطقة"، مشيرا إلى أن "المغرب يلعب دورًا محوريًا في محاربة الإرهاب في الساحل والصحراء، وتعد هذه الصفقة تعزيزًا لقدراته في هذا المجال".
واختتم معتضد حديثه قائلا: "هذه الصفقة تعزز من متانة العلاقات العسكرية والسياسية بين المغرب والولاياتالمتحدة، وتجسد التزام الطرفين بالشراكة الاستراتيجية، كما تساهم في تعزيز مكانة المغرب كقوة عسكرية رائدة في إفريقيا والعالم العربي، ما ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة ومصالح الولاياتالمتحدة وحلفائها".