AFPاشتهرت إلسا ماجيمبو على نطاق واسع خلال وباء كورونا بسبب فيديوهاتها على وسائل التواصل الاجتماعي قالت المؤثرة الكينية إلسا ماجيمبو، في وقت سابق من هذا الشهر، في مقطع فيديو على تطبيق تيك توك أثار موجة غضب على وسائل التواصل الاجتماعي وتم حذفه لاحقاً: "إرسال الأموال إلى الوطن أو إلى عائلتك الممتدة هو عادة أفريقية شائعة أكرهها تماماً". لامست الفتاة البالغة من العمر 23 عاماً، والتي اشتهرت بفيديوهاتها الكوميدية خلال وباء كورونا، وتراً حساساً عندما ناقشت مع متابعيها البالغ عددهم 1.8 مليون متابع ما يُعرف ب "الضريبة السوداء". وتحدث تلك الضريبة عندما يجد الأفارقة السود الذين يحققون قدراً ضئيلاً من النجاح، سواء في الداخل أو في الخارج، أنفسهم مضطرين لدعم أفراد الأسرة الأقل ثراءً. * هل يمكن أن تنقسم أفريقيا إلى جزأين؟ * قصة امرأة أفريقية أصبحت خبيرة في تحليل صور الأقمار الاصطناعية ويُنظر إلى العطاء على أنه جزء لا يتجزأ من فلسفة "أوبونتو" الأفريقية التي تشدد على أهمية الأسرة والمجتمع، وليس الفرد. والسؤال الذي يطرحه كثيرون هو ما إذا كان هذا عبئاً غير ضروري وغير مرغوب فيه، أم أنه جزء من التزام المجتمع بمساعدة الآخرين. لكن ماجيمبو، التي تعيش الآن في الولاياتالمتحدة، قررت أن تتصدى لهذه العادة الأفريقية. وقالت ماجيمبو في مقطع الفيديو إن والدها ساعد أفراد العائلة الممتدة لسنوات، والآن باتوا يطلبون مساعدتها. وفي الفيديو صبّت المؤثرة الكينية غضبها على أحد أقاربها الذي لم تذكر اسمه وقالت "لقد كنت تطلب من والدي المال حتى قبل أن أُولد. لقد وُلدت وتربيت وكبرت، والآن تطلبون مني المال - أيها الكسول لن أنفق عليك". وبينما وافق البعض رأي ماجيمبو اعترض آخرون على حديثها، ولم يتضح سبب حذف الفيديو من تطبيق تيك توك، كما لم يستجب فريق إدارة ماجيمبو لطلب بي بي سي للتعليق. ولكن بالنسبة للكثيرين، وبغض النظر عما قد يعتقدونه شخصياً، فإنه من غير الممكن رفض مساعدة الأقارب؛ بسبب الإحساس بالانتماء للمجتمع الذي تربوا فيه. يمكن أن يكون هناك شعور بالفخر عند المساعدة في رعاية الأسرة، على الرغم من أن الأمر يمكن أن يصبح أكثر من اللازم. وقالت معلمة سابقة في زيمبابوي في الخمسينيات من عمرها، طلبت عدم ذكر اسمها، لبي بي سي إن أول راتب بقيمة 380 دولاراً زيمبابوياً تقاضته قبل 30 عاماً، ذهب معظمه لأشقائها التسعة. وأضافت لبي بي سي بصوت يوحي بالشرف والانزعاج في آن واحد: "بعد أن انتهيت من شراء الزي المدرسي والملابس ومواد البقالة، تبقى لي 20 دولاراً". وقالت المعلمة السابقة إنه باعتبارها الابنة الكبرى، فكان من المتوقع أن تبدأ بالصرف على عائلتها منذ اللحظة التي بدأت فيها بكسب النقود. لم يكن راتب المعلمة يخصها وحدها بل كان لعائلتها أيضاً. * "قد تمر بهياكل عظمية" .. معبر الموت في جنوب أفريقيا وعندما تزوجت، امتدت مسؤولياتها إلى أبعد من ذلك، حيث اضطرت في إحدى المرات إلى الاقتراض لدفع رسوم دراسة شقيق زوجها؛ بعد أن تعرضت للسرقة وهي في طريقها لإيداع شيك في البنك، لقد استغرق سداد القرض عامين كاملين منها. وتشعر ساندرا أجالو، مصففة شعر تبلغ من العمر 28 عاماً من أوغندا، بالامتنان للمساعدة التي قدمها أقاربها لعائلتها خلال مرحلة نضوجها. تربت أجالو وإخوتها الثلاثة على يد أم عزباء، وكان أقاربها يساعدونها في مختلف الأمور، من دفع الرسوم المدرسية إلى البقالة وحتى النفقات الطبية. تقول أجالو لبي بي سي: "لم يكن ذلك عبئاً، بل مساعدة مجتمعية". لكنها عندما شاهدت فيديو ماجيمبو تفهمت من أين أتت تلك المؤثرة الكينية، خاصة وأنها أصبحت الآن في وضع يُمكّنها من مساعدة أفراد الأسرة الآخرين. تقول أجالو: "قد يكون الأمر مرهقاً ومحبطاً، لكننا نحتاج إليه. لا يوجد إنسان يعيش بمفرده، علينا أن نساعد بعضنا البعض كيفما استطعنا". ويرى البروفيسور تشيبو دنديري، الأستاذ المساعد في الدراسات الأفريقية في كلية ويليسلي في الولاياتالمتحدة، أن ضرورة "الضريبة السوداء" تعود جذورها إلى الاستعمار. فنظام الاضطهاد الذي ركّز الموارد في أيدي السلطة الاستعمارية أو أقلية صغيرة من المستوطنين جعل من المستحيل على الأغلبية تجميع الأصول. ويقول البروفيسور دنديري إن هذا الأمر "ترك العديد من عائلات السود بدون ثروة تورث للأجيال". وبدلاً من أن يتم القضاء على عدم المساواة بعد الاستقلال، تكررت أوجهها في كثير من الحالات. وأضاف دنديري أن دفع "الضريبة السوداء" يمكن أن يصبح في كثير من الأحيان "حلقة مفرغة لا تنتهي"؛ لأن الأموال المرسلة إلى أفراد الأسرة غالباً ما تسد فجوة مؤقتة فقط، والتي ستُفتح من جديد. * حورية البحر السوداء: "كنت دائماً الشخص الأسود الوحيد على متن القارب" وثمة عامل آخر هو أن العديد من الدول الأفريقية غير قادرة على دفع تكاليف الرعاية الصحية التي تتجاوز الأساسيات أو توفير معاش تقاعدي لائق أو تغطية الرسوم الدراسية، على عكس الدول الغنية، ونتيجة لذلك يقع على عاتق الأكثر ثراءً في الأسرة دفع هذه النفقات، كما يقول البروفيسور دنديري. يضيف دنديري: "لا تقدم الدولة راتب تقاعد، نحن العائلات من يقوم بذلك بدلاً من الحكومة. نحن مجبرون على رعاية بعضنا البعض، ونعطي بسبب فلسفة أوبونتو". في عام 2023، بلغت الأموال التي أرسلها المهاجرون الأفارقة إلى أوطانهم نحو 95 مليار دولار (72 مليار جنيه إسترليني)، وفقاً للصندوق الدولي للتنمية الزراعية، وهو ما يعادل تقريباً حجم الاقتصاد الكيني. بالنسبة للأفارقة في الخارج، يمكن أن يكون الضغط أكبر حيث يتوقع الناس المزيد منهم؛ بسبب الاعتقاد بأن هؤلاء المقيمين في الخارج يجنون الكثير من المال. أما غابي موتسيكوا، زيمبابوي يبلغ من العمر 35 عاماً ويعيش في ألمانيا منذ أكثر من خمس سنوات، قرر عدم إرسال دفعات شهرية لأسرته، مبرراً ذلك بأنه لا يستطيع الادخار لمستقبله. لم تكن ردة فعل أسرته جيدة - لكنهم في نهاية المطاف اقتنعوا بالأمر. يقول غابي: "لقد أدركوا أنني كنت وحيداً تماماً وأنني بحاجة إلى أن أصنع شيئاً لنفسي". * أفضل قطاعات العمل في المستقبل في إحدى المرات، عندما كان غابي لا يزال طالباً يعمل بدوام جزئي، اضطر أن يرسل لعائلته مبلغاً يقدر بنحو ألفي يورو (2,200 دولار؛ 1,700 جنيه إسترليني) من أجل حالة طارئة. وأضاف لبي بي سي: "يجب أن يكون هناك توازن بين تحمل هذه المسؤولية المالية وقدرتك الشخصية المالية". وقد لاحظ العديد أن أفراد العائلة قد يشعرون بأنهم يستحقون أموال الشخص، لا سيما عندما يكون ثرياً. وقد أزعج هذا الأمر بشكل خاص لاعب كرة القدم النيجيري السابق ميكيل جون أوبي، الذي تحدث العام الماضي عن "الضريبة السوداء" خلال ظهوره في بودكاست ريو فرديناند. قال ميكيل جون أوبي حينها: "عندما تكون من أفريقيا، فإن المال الذي تجنيه ليس ملكك وحدك، هو لكل هؤلاء الأقارب، أو أبناء عمومتك، أو أياً كان ما تسميه". وأضاف ميكيل جون أوبي أن الأقارب ظلوا ينجبون الكثير من الأطفال ويتوقعون منه أن يعتني بهم. وفي حين لم يتفق الجميع مع ما قالته ماجيمبو، إلا أنه يبدو أنه لامس وتراً حساساً، خاصة بين جيل الشباب. لكن البروفيسور دنديري يرى أنه ما لم تتمكن أفريقيا من تحقيق تنمية حقيقية، فإن "الضريبة السوداء ستبقى هنا إلى الأبد". * حورية البحر السوداء: "كنت دائماً الشخص الأسود الوحيد على متن القارب" * "الأطفال أول الضحايا".. تفاصيل جديدة عن طائفة "الجوع حتى الموت" في كينيا * كيف غير حفل الأوسكار حياة مصممة كينية؟