ينعقد المؤتمر الوطني السادس لشبيبة حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة، في ظل ظروف غير عادية يعرفها الحزب بعد الهزات المتتالية التي ألمّت بالشأن الداخلي الحزبي خاصة بعد إعفاء عبد الإله ابن كيران من رئاسة الحكومة وإبعاده عن الأمانة العامة بانتخاب سعد الدين العثماني أمينا عاما خلال المؤتمر الوطني الثامن الذي انعقد قبل شهرين. وينتظر أن يفرز المؤتمر قيادة جديدة لشبيبة البيجيدي، بعد أن أعلن هذا التنظيم منذ البداية اصطفافه وتأييده للولاية الثالثة لابن كيران من خلال الموقف الداعم للكاتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية له. فهل سيضع العثماني بصمته على المؤتمر ويسهم في انتخاب قيادة جديدة موالية له ومقتنعة بأفكاره وبرؤيته لإعادة الحزب لمساره، أم أن التيار الموالي لابن كيران سيعرقل أهدافه وخيال هذا الأخير سيطارد رئيس الحكومة أينما حل وارتحل؟ في هذا الإطار يرى رشيد لزرق المختص في الشؤون الحزبية والبرلمانية، في حديث ل" الأيام24"، أن مؤتمر شبيبة العدالة والتنمية لن يخرج على سياق الصراع التنظيمي بين تيار المزايدة الذي ينتمي له الكاتب الوطني الحالي للشبيبة الموالي لابن كيران، والتيار البراغماتي الموالي للعثماني. وأوضح المتحدث، بأن مؤتمر شبيبة العدالة و التنمية يفترض فيه أن يكون مؤتمر تجديد الأفكار والمشاريع والقيام بالمراجعات اللازمة والنقد الذاتي البنّاء وفصل المجال الدعوي عن الفضاء الحزبي،مبرزا أن هذا يغيب فيما يسمى بالنخب الشابة داخل العدالة والتنمية. وأضاف لزرق بأنه في حزب العدالة والتنمية، لدينا فقط ما يمكن أن نصطلح عليه سيكولوجيا "شباب يستنسخ عقلية شيوخ"، ميرزا بأنه " لا نجد ذاك الاقتصادي البارز الذي يحمل برنامجا اقتصاديا، ولا ذاك الحقوقي المؤمن بحقوق الإنسان وحرية المعتقد، ولا ذاك القيادي المتخلص من الأساطير المؤسسة للجماعة الأم، لأنه شتان بين الاستنساخ والتجديد". وتابع المحلل السياسي،،بأن الديمقراطية، في مفهومها الإجرائي، قد تنتج ارتباطا عاطفيا بشخصيات قيادية تحت مبرر انتصار "الزعيم"، الذي يحق له إصدار الأوامر والنواهي، حتى ولو جاءت ضد قيم وروح الديمقراطية، وعارضت الحريات والحقوق، مضيفا بأن هذا الأمر يتعارض مع فكرة المؤسسات، وهذا ما وقع للجناح البنكيراني داخل العدالة والتنمية، الذي اختزل الديمقراطية في التمديد لشخص ابن كيران.