على خلفية ما تداولته مواقع جزائرية بخصوص "موافقة الجزائر على طلب افتتاح مقر لتمثيل "جمهورية الريف" أو ما يسمى الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف التي تطالب باستقلالها عن المملكة المغربية"، أكد أستاذ العلاقات الدولية خالد شيات، أنه إذا صحت المعطيات المتداولة بمواقع التواصل الاجتماعي فإن هذا "نوع من الانتحار السياسي".
وأوضح شيات، في حديث ل"الأيام 24″، أنه إذا صحت المعطيات الواردة في الفيديو المصور المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص "افتتاح مكتب لتمثيل انفصاليين" "فإنني أشك أن هناك عقل سياسي يفكر في الجزائر".
وعد شيات، دعم الجزائر ل"حركات انفصالية" في أي دولة انتحارا سياسيا، مبينا أن "الجزائر فيها مجموعة من المناطق من قبيل القبايل والأزواد وغيرها من المناطق التي لها نفس الوضع الذي تحاول أن تسوقه اليوم بطبيعة الحال إذا صح الفيديو المتداول".
وتابع أن هذا الأمر سيفتح على الجزائر أيضا نيرانا أكثر لأنها دولة تشكلت من خلال الفسيفساء الذي جمعته فرنسا والذي يمكن أن ينفلت بأشكال متعددة للانفصال، معتبرا أن ترويج مثل هذه المزاعم "أمر يضرب الجزائر أكثر مما يضرب المغرب".
وسجل شيات، أن هذا الأمر سيعري الطرح الجزائري القاضي بأنه يدافع عن مبدأ دولي الذي هو تقرير المصير، لكن في الحقيقة يدافع عن تقسيم وتقزيم المغرب، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي لا تحتضن ولا تدافع الجزائر عن أي منظمات انفصالية أخرى، تسعى لاحتضان والدفاع عن من يطالب بالانفصال بالمغرب فقط.
وخلص شيات، إلى أنه إذا صح ما تم توزيعه ونشره من معطيات بخصوص فتح مكتب تمثيلي لانفصاليين "ليست في صالح الجزائر، ولن تمس في شيء المغرب بل ستعمل على تعزيز اللحمة المغربية الداخلية والالتفاف على النظام السياسي الملكي أكثر، والوعي بوجود خطر داهم بخصوص دولة تريد تقسيم وتقزيم المغرب إلى مجموعة دويلات".
هذا، وتتواصل استفزازات النظام الجزائري للمغرب، ففي الوقت الذي تحترم الدول سيادة وحدود بعضها البعض وتترفع عن كل ما يمكن أن يسيئ للعلاقات بينها، لا يتعب نظام عبد المجيد تبون من تكرار إساءاته للمغرب، مقابل الصمت الحكيم للمملكة.
فالملك محمد السادس ما فتئ يؤكد على ضرورة مواصلة نهج قيم حسن الجوار مع الجارة الجزائر، داعيا المغاربة في إحدى خطبه بمناسبة عيد العرش، إلى مواصلة التحلي بقيم الأخوة والتضامن، وحسن الجوار، التي تربطنا بأشقائنا الجزائريين.
ولكن للأسف، مقابل اليد الممدودة للمغرب، لا يكل ولا يمل تبون من محاولات إشعال نار الفتنة بين الشعبين الشقيقين، لعل أخرها ما نقلته مواقع جزائرية بخصوص "موافقة الجزائر على طلب افتتاح مقر لتمثيل "جمهورية الريف" أو ما يسمى الجمهورية الاتحادية لقبائل الريف التي تطالب باستقلالها عن المملكة المغربية".
هذه الواقعة إن صحت تثبت الغباء المستفحل للنظام الجزائري، الذي يحاول تجاوز أزماته الداخلية بتعليقها على مشجب المغرب، وتزيد من عزلته الإقليمية والدولية إذ تبين مدى استهداف النظام الجزائري لوحدة الدول الإفريقية، وليس لوحدة المغرب فقط، ولعل هذا ما سبب في أزمات دبلوماسية بين نظام تبون والعديد من الدول الإفريقية في مقدمتها مالي والنيجر.