شكل الفراغ الدبلوماسي لدولة كينيا بالمغرب، محور جدل ونقاش داخل برلمان نايروبي، حيث يضغط أعضاء مجلس الشيوخ، الحكومة الكينية لإصلاح علاقاتها الدبلوماسية مع المملكة المغربية، وفتح سفارة في العاصمة الرباط.
ومنذ سنة 2005 تعترف كينيا ب"جمهورية" البوليساريو، ما دفع دبلوماسية الرباط وقت ذاك استدعاء السفير المغربي. وفي فبراير 2014، تسبب نزاع الصحراء في أزمة دبلوماسية أخرى بين البلدين، بعد قرار كينيا فتح بعثة للبوليساريو في نيروبي، وهو ما جعل رئيس مجلس الشيوخ الكيني إيكوي إيثورو يتوجه إلى المغرب في محاولة منه للحفاظ على العلاقات بين البلدين.
تحرك الساسة الكينين جاء خلال مناقشات في الجلسة العامة، حيث عبر النواب عن أسفهم لأن كينيا لا تتوفر على سفارة في المغرب بعد على الرغم من الفوائد الهائلة التي ستجنيها البلاد، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام محلية.
قال ليداما أوليكينا، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ناروك، إن "كينيا ستجني الكثير من المغرب وبالتالي الحاجة إلى إنشاء سفارة هناك لفتح المزيد من الفوائد"، وأضاف "أعلم أن لدينا تحديات بالنظر إلى وجود بعض الالتباس في علاقاتنا الدبلوماسية" مع جبهة البوليساريو.
فيما طالب عضو المجلس إيدي أوكيتش من وزارة الخارجية تقديم توضيحات حول العلاقات بين البلدين، وقال "يجب على الوزارة توضيح ما إذا كانت حكومة كينيا تخطط لإنشاء سفارة في المملكة". مشددا على أنه "يجب على اللجنة أن تقدم تحديثا عن وضع العلاقات الدبلوماسية بين كينيا والمملكة المغربية، موضحة أي جهود تبذلها حكومة كينيا لحل أي قضايا طويلة الأمد بين البلدين".
فيما طالب عضو المجلس بوني خالوالي من الحكومة "التحرك بسرعة وإضفاء الطابع الرسمي على العلاقة مع المغرب"، واعتبر "أن المغرب قوة اقتصادية في أفريقيا، وبالتالي لا تستطيع كينيا تحمل تكاليف قطع العلاقات معه".
وأكد "يجب أن يخطر في بالنا أن المغرب، وهو بلد في أفريقيا، هو خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا، وبالنسبة لكينيا وإثيوبيا، نحن في المركز السادس. إن الجلوس والفشل في إقامة علاقة رسمية مع خامس أكبر اقتصاد في أفريقيا هو خسارة واضحة".
وأعل الرئيس الكيني الحالي ويليام روتو، بعد تنصيبه في شتنبر الماضي قطع علاقات بلاده ب"جمهورية" البوليساريو، وبعد أيام قام بسحب التغريدة، وقالت الخارجية الكينية في مذكرة تحمل توقيع أمينها العام، ماشاريا كاماو، "موقف كينيا فيما يتعلق بجبهة البوليساريو يتفق تماما مع قرار منظمة الوحدة الأفريقية".
وخلال شهر شتنبر الماضي وجه روتو الدعوة لزعيم البوليساريو من أجل المشاركة في قمة المناخ في أفريقيا.
وقبل انتخابه رئيسا للبلاد سبق لروتو أن عبر في تصريحات إعلامية عن تأييده لمقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء، وقال "هو أفضل حل لقضية الصحراء"، وأضاف أن "تمثيلية البوليساريو في نيروبي ليس لها أي معنى".