في إطار الزيارة العملية والأخوية التي يقوم بها الملك محمد السادس في دولة الإمارات، والتي مازالت سارية المفعول إلى حدود نهاية اليوم الثلاثاء، وقع عاهل البلاد مع نظيره الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الإمارات، إعلاناً نحو "شراكة مبتكرة وراسخة" بهدف تطوير مختلف مجالات التعاون الإقتصادية والتجارية والاستثمارية. ووقع الطرفان في إطار جلسات العمل عدة مذاكرات تفاهم شملت إرساء شراكة استثمارية في مشاريع القطار فائق السرعة في المملكة المغربية، وأيضا شراكة استثمارية في قطاع الماء تبادلها من جانب دولة الإمارات، بالإضافة إلى شراكة إنمائية، ثم مذكرة تفاهم بين آدنوك والمكتب الشريف للفوسفاط، وشراكة استثمارية في قطاعي الفلاحة والصيد البحري، مع زيادة مذكرة بشأن تعاون استثماري في قطاع المطارات، ومذكرة تفاهم للتعاون الاستثماري في قطاع الموانئ، ومذكرة بشأن إرساء شراكة استثمارية مرتبطة بمشروع "أنبوب الغاز المغرب نيجيريا".
وأجرى الطرفان جلسة مباحثات في قصر الوطن في أبوظبي، إذ رحب رئيس الإمارات بزيارة الملك محمد السادس، معتبرا أنه "في بلده وبين أهله، مؤكداً متانة الأواصر الأخوية الراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية والتي تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل والتعاون والتي وضع أسسها القوية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني، ونحن نحرص على مواصلة نهجهما وإرثهما في تعزيز هذه العلاقات والبناء عليها".
بالمقابل، هنأ جلالة الملك محمد السادس، الشيخ محمد بن زايد بمناسبة عيد الاتحاد ال 52 لدولة الإمارات، متمنياً للدولة وشعبها مزيداً من التقدم والازدهار.
في هذا الصدد، قال تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق- جامعة محمد الخامس أكدال – الرباط، إن "هذه الزيارة تكتسي أهمية بالغة هي أولا زيارة رسمية وهذا يعني أن الطرفين سيتخذان قرارات ذات أهمية بالنسبة للعلاقات الثنائية"، مؤكدا على أن "حجم المبادلات بين الإمارات العربية والمغرب ارتفع بشكل إيجابي كما أنه على المستوى الاقتصادي عرفت العلاقات بشكل عام تطورات ملموسة".
وأوضح تاج الدين الحسيني، في تصريح ل"الأيام 24″، أن "الصادرات المغربية وصلت إلى مليار و400 مليون دولار، حيث تضاعفت في السنوات الأخيرة"، مشيرا إلى أن "تطور العلاقات في المنحنى الإيجابي يسير بشكل جد متطور، بحيث أن زلزال الحوز أظهر طبيعة العلاقات المغربية الإماراتية، حيث كانت دولة الإمارات العربية من الدول الأولى التي قدمت المساعدات الإنسانية للمغرب".
وتابع المتحدث عينه أنه "بصفة عامة أن العلاقات بين البلدين جد متقدمة وهناك مؤشرات إيجابية توحي بالمزيد من التطور، وأن الدولتين ستقومان بأدوار كبيرة على مستوى المغرب الكبير ومنطقة الخليج العربي، وخاصة القضية العربية الفلسطينية التي تعرف تطورات خطيرة على مستوى الشرق الأوسط".
وأشار المحلل السياسي المغربي إلى أنه "يمكن أن يفضي هذا اللقاء إلى إطلاق أو إحياء مبادرة عربية متعلقة بالقضية الفلسطينية، التي تقوم على بعض المبادئ وخاصة الدولة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية في حدود 1967".