Getty Images ارتفعت أسهم أسواق المال بعد أن تدخلت مجموعة من البنوك العملاقة الأمريكية لإنقاذ بنك فيرست ريبابليك الإقليمي، الذي كان في طريقه للانهيار. وقد خفت مخاوف المستثمرين بشأن حدوث أزمة في القطاع المصرفي بعد أن ضخ 11 بنكًا أمريكيًا 30 مليار دولار لإنقاذ مصرف فيرست ريبابليك . وقد أثارت الانهيارات المصرفية الأخيرة في الولاياتالمتحدة مخاوف بشأن صحة النظام المصرفي. وارتفع مؤشر البورصة البريطاني الرئيسي، فوتسي 100بنسبة واحد في المئة خلال التعاملات المبكرة. ومن بين المصارف البريطانية التي ارتفعت أسهمها مصرفا لويدز و باركليز بنسبة 1.3 في المئة. كما شهدت أسواق المال في فرنسا وألمانيا ارتفاعا بنسبة 0.6 في المئة وأغلق مؤشر البورصة الياباني الرئيسي نيكي على ارتفاع بنسبة 1.2في المئة. وقالت الإدارات في الأحد عشر مصرفا التي أعلنت الدعم، إن هذا الإجراء يعكس "ثقتها في النظام المصرفي للبلاد". كما قال مسؤولون مصرفيون أمريكيون، إن هذه الخطوة كانت "موضع ترحيب كبير وتدل على قوة النظام المصرفي". فبعد انهيار مصرفين أمريكيين الأسبوع الماضي وهما مصرف سيليكون فالي ومصرف سيغنتشر، كان المستثمرون قلقين من أن مصارف أخرى قد تنهار أيضا. وقد تدخلت الهيئات الرقابية على المصارف الأمريكية أثناء عطلة نهاية الأسبوع لضمان حصول عملاء مصرفي سيليكون فالي وسيغنتشر على أموالهم كافة. وتراجعت الأسهم في مصرف فيرست ريبابليك ومقره سان فرانسيسكو بما يقرب من 70 في المئة خلال الأسبوع الماضي، وسط مخاوف من أن يكون هو المصرف التالي المعرض للانهيار، عندما سارع العملاء لسحب ودائعهم. بيد أن خطة الإنقاذ هذه من قبل 11 مصرفا، بقيادة مصرفي جيه بي مورغان وسيتي جروب، عززت أسواق الأسهم، حيث ارتفعت أسهم مصرف فيرست ريبابليك بأكثر من 20 في المئة في وقت ما. على الرغم من ذلك، هناك دلائل على أنه لم يتم تخفيف كل المخاوف بعد. إذ انخفضت أسهم مصرف فيرست ريبابليك بنسبة 20 في المئة بعد ساعات من تداولات سوق الأسهم، بعدما قال المصرف إنه سيعلق عوائد أرباحه و كذلك مدفوعاته للمساهمين، "خلال فترة عدم اليقين هذه". وقالت سويذا رامشاندران، مديرة الاستثمارات في شركة جي أيه أم للاستثمارات إن السلطات تتحرك بشكل استباقي. وقالت لبي بي سي إن "ما نحاول عمله هو بالفعل حصر القضايا المحددة المتعلقة بالمصارف المنعزلة لمنعها من أن تصبح قضايا منهجية، ولذا فإن الأمر يختلف تماما عما حدث في عام 2008 وانتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء القطاع المصرفي". وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، يوم الخميس "إن النظام المصرفي بشكل عام آمن و سليم"، بينما قال نائب رئيس البنك المركزي الأوروبي، لويس دي غويندوس، إن القطاع المصرفي"قوي". * بنك سيليكون فالي: موديز تخفض نظرتها المستقبلية لقطاع المصارف الأمريكية وتحذر من مزيد من الصعوبات * بنك سيليكون فالي: الحكومة البريطانية تتدخل لحماية شركات التكنولوجيا بعد إفلاسه تهاوي أسهم مصرف كريدي سويس السويسري و ليست أوروبا بمنأى عن التوتر في القطاع المصرفي، بسبب التعثرات التي يواجهها المصرف السويسري العملاق كريدي سويس. فقد تهاوت أسهم في كريدي سويس في وقت سابق من هذا الأسبوع بسبب مخاوف بشأن مستقبل المصرف، قبل أن يعلن المصرف الوطني السويسري يوم الأربعاء إمداد كريدي سويس بما يصل إلى 44 مليار جنيه إسترليني من أموال الطوارئ. وقد افتحتت أسهم كريدي سويس على ارتفاع يوم الجمعة، لكنها تراجعت بعد ذلك. وانخفضت أسهم المصرف بحوالي 22 في المئة منذ بداية الأسبوع. ورفعت المصارف المركزية حول العالم بشكل كبير تكاليف الاقتراض خلال العام الماضي، في محاولة لكبح وتيرة ارتفاع الأسعار الإجمالي أو التضخم. وقد أضرت هذه التحركات بقيمة المحافظ الكبيرة من السندات التي اشترتها المصارف عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، وهو تغيير ساهم في انهيار مصرف سيليكون فالي، وآثار تساؤلات حول ما إذا كانت الشركات الأخرى تواجه وضعا مماثلا. وقال جيفري كليفلاند، كبير الاقتصاديين في شركة بايدن وريجال الأمركية لإدارة الأصول لبي بي سي، إن المصارف الآخرى قد تكون عالقة في تلك المشكلة، مضيفا أنه " من الممكن أن تكون هناك نقاط ضعف آخرى ... في حال عزم المصارف المركزية الاستمرار في رفع أسعار الفائدة. تاريخيا عندما يحدث هذا نرى هشاشة ونرى مشاكل في النظام المالي". قبل حدوث اضطرابات في القطاع المصرفي، كان من المتوقع أن يرفع كل من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنك إنجلترا أسعار الفائدة بشكل أكبر خلال اجتماعات الأسبوع القادم. وعلى الرغم من ذلك، توقع البعض بسبب الأحداث الأخيرة أن تلك الارتفاعات في أسعار الفائدة قد تتراجع أو تُلغى. و قد أعلن البنك المركزي الأوروبي يوم الخميس عن زيادة أخرى في أسعار الفائدة من 2.5 في المئة إلى 3 في المئة. وقالت رامشاندران، مديرة الاستثمارات في شركة جي أيه أم للاستثمارات إنه "بالنسبة للبنك المركزي الأوروبي، فإن معركتهم الأساسية الآن هي مواجهة التضخم"، بينما لا يزالون يراقبون على نطاق واسع استقرار الأسواق المالية واعتقد أن وجهة نظرهم كانت أن مشاكل مصرف كريدي سويس ذات طبيعة خاصة وسيتم احتواؤها من قبل هذا المصرف بالتحديد".