كانت الدولة قد قررت وضع مسك الختام على قبر ابن كيران، لم يبق إلا الشاهد وقراءة الفاتحة، لكن ما البديل؟ ظل ابن كيران معتكفا بإقامته بشارع جون جوريس بحي الليمون بالرباط، ويحلم بلقاء الملك محمد السادس.. وطال انتظاره رغم طلبه لفؤاد عالي الهمة أكثر من مرة، الذي قال له يوما: "راني مفصل على حساب سيدنا"، ولم يجد القصر عليه باللقاء.. لكنه فتح فجوة من داخل "الإخوة"، وكان الداودي ويتيم، و الرميد، و العثماني و الرباح.. قد نضجوا لحوار العقلاء.. وكان ابن كيران آخر من يعلم، وحين نودي عليه إلى القصر الملكي فهم الأمر بشكل معوج، أعد رسالة لطلب الإعفاء وصلت لأولي الأمر قبل أن يجف مدادها عن طريق "الطيبين" في العدالة و التنمية.
فوجئ ابن كيران وهو ينتظر في ردهات القصر بقدوم الرميد، وحين سأله هل أنبئ حول سبب المجيء، كان جوابه بالنفي، وفي ردهة القصر الملكي قال مصطفى الرميد لابن كيران حين نصحه بقبول تعيينه رئيسا للحكومة: "لن أكون بنعرفة". كان عبد الاله ابن كيران يحمل معه رسالة الإعفاء ولم يكن يتوقع بأن السيف سبق العذل، و أن خليفته هو سعد الدين العثماني. انتهى الكلام.