قرأت ذات مرة وأنا أبحث في أرشيف أسبوعية "الأيام"، عنوانا ملهما: أزمة كرة القدم المغربية تُحل بالاستقالات خفيفة الوزن في انتظار ما هو أثقل، اليوم وأنا أرجع بشريط هذا المسلسل الجميل إلى الوراء، تذكرت كيف بدأت الإقالات في محيط المنتخب من فريق التواصل إلى الطاقم التقني ومنها ما لم يعلم به إلا بعض الصحفيين، ثم جاءت الضربة الثقيلة بإبعاد خليلوزيتش. نحن الآن في نصف نهائي كأس العالم ولن يكون هذا نجاحا كاملا ما لم يستمر عبر الزمن، فإن انتهت هذه النشوة بعد إقلاع الطائرة من مطار الدوحة دون استمرارية للتفوق في الملاعب، فقد نجح الركراكي واللاعبون لكن فشل فوزي لقجع.
ما حدث في المونديال ليس ثمرة لمشروع واضح وإنما كانت الأمور عادية إلى أن جاء وليد الركراكي وبث روحا أشعلت الحماس في اللاعبين، لذلك نعود لنفس اللازمة التي تكررت منذ عهد الجنرال حسني بنسليمان، نريد الاستمرارية عبر مشروع متكامل يشبه عملية الانتاج في المصانع بداية من المادة الأولية (المواهب) إلى المنتوج النهائي (لاعبون جاهزون على مستوى عالي)، اليوم قدمت لنا أكاديمية محمد السادس أربعة لاعبين في المنتخب لكن لا زلنا في حاجة إلى أكاديمية أخرى وإلى أندية تعتمد على مراكز للتكوين وليس مجرد ملاعب صغيرة قريبة من بعضها ومدربون يعملون بدوام جزئي واركل الكرة ثم اجري خلفها.
نحن اليوم في حاجة إلى إعادة تقييم اللاعب المغربي في البطولة الاحترافية وبحث سبل توجيه المتميزين نحو أوروبا بدل الخليج وإغراءات المال، كما نحتاج إلى تحكيم متميز ومسيرين في المستوى، وإن كانت للجامعة الملكية لكرة القدم إنجازات وأوراش مفتوحة فإن السرعة التي تتقدم بها ليست نفسها التي تتقدم بها الأندية، بل وتقدمت قليلا وتركت خلفها رؤساء أندية لا يعرفون في النادي غير الفريق الأول وصور تسليم الميداليات.