بعد قبول استقالته من طرف مجلس الأمناء بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أمس الأحد إثر الاستقالة التي أعلنها، خرج أحمد الريسوني اليوم بمقالة يعلن من خلالها تخليه وإلى الأبد عن رئاسة أية هيئة أو تنظيم، مستحضرا كافة "الرئاسات" التي تولاها خلال مساره، والتي أوحى من خلال ما أعلنه أنه تخلى عنها خاصة وأنه بدأ إعلانه بالقول أن مؤسس جماعة العدل والإحسان عبدالسلام ياسين، كان يقول له أن اسمه "الريسوني" يعني "ريسوني" أي اجعلوني رئيسا، مضيفا أنه كان في كل مرة يبتلي برئاسة ما يتذكر تلك الكلمة. وقال الريسوني أنه ومنذ وقت مبكر ابتلي بعدد من الرئاسات انطلاقا من الجمعية الإسلامية بمدينة القصر الكبير، ثم رئاسته لفرع مكناس لجمعية خريجي كلية الشريعة، فجمعية خريجي الدراسات الإسلامية العليا، قبل أن يتولى رئاسة كلمن رابطة المستقبل الإسلامي وحركة التوحيد والإصلاح ورابطة علماء أهل السنة مركز المقاصد للدراسات والبحوث، وصولا إلى رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. الريسوني أكد أنه لم يكن يسعى وراء هذه الرئاسات التي كان يقبلها على مضض في انتظار أول فرصة للاستقالة أو "الانفكاك" وتسليم الأمانة إلى أهلها، ليؤكد أن زمن الرئاسات قد ولى بغير رجعة وقرر التقاعد من مثل هذه المسؤوليات سواء في المغرب أو المشرق. وكان الريسوني قد أعلن أمس الأحد استقالته من الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على خلفية تصريحاته السياسية بخصوص موريتانيا والاتحاد المغاربي ورغم التوضيحات التي قدمها كرئيس للاتحاد بخصوص تصريحاته وتراجعه عنها إلا أن تداعياتها استمرت حتى استقالته، قبل أن ينشر توضيحا عبر موقعه الإلكتروني بخصوص علاقة الاتحاد بدولة قطر حيث يتواجد المقر الرئيسي نافيا أن يكون لقطر دور في توجيه الاتحاد حيث قال: بعض الناس يحاولون دوما شيطنة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكذلك إقحام قطر وشيطنة مواقفها عموما، وموقفها من الاتحاد خصوصا. لذلك أقول لكل من يهمه الإمر: دولة قطر والشعب القطري هم أكثر الناس، وأكثر المسلمين، ترحيبا بالاتحاد وتقديرا له ودعما لجهوده، مضيفا أن دولة قطر لم تتدخل يوما في أي من مواقف الاتحاد وقراراته وتوجهاته، ولا بمثقال ذرة، ولا بجزء من شعرة، ولا بإشارة أو شبه إشارة. وهي عن ذلك مترفعة ومتعففة، بشكل ما رأيته، وما أظنني سأراه، على امتداد التاريخ، وعلى امتداد الجغرافية {وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ} [البقرة: 220]. إنها شهادة لله، أدخرها ليوم لقاء الله.