كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على أن البيان الصادر عن وزارة الشؤون الخارجية التونسية، مساء أمس الجمعة 26 غشت الجاري، والذي حاولت فيه "تبرير" استقبال رئيس الدولة، قيس سعيد لزعيم جبهة "البوليساريو"، زاد من تعميق هوة الغموض في الموقف الرسمي للدولة الشقيقة ومرّر مغالطات جمة. وزاد المصدر نفسه أن "البيان الصحفي الذي نشرته أمس وزارة الشؤون الخارجية للجمهورية التونسية في محاولة لتبرير الفعل العدواني وغير الودي الذي ارتكبته السلطات التونسية فيما يتعلق بالقضية الوطنية الأولى والمصالح العليا للمملكة المغربية، يحتوي على العديد من التقديرات والأكاذيب، بعيدًا عن إزالة الغموض المحيط بالموقف التونسي، قام فقط بتعميقها". "التيكاد" تفتقد لقواعد الاتحاد الإفريقي أوضحت الخارجية المغربية، في السياق نفسه، أنه "فيما يتعلق بإطار التيكاد، فهو ليس اجتماعًا للاتحاد الأفريقي، ولكنه إطار شراكة بين اليابان والدول الأفريقية التي لها علاقات دبلوماسية معها. وبالتالي، فإن التيكاد هي جزء من الشراكات الأفريقية، كما هو الحال مع الصين والهند وروسيا وتركيا والولايات المتحدة، وهي مفتوحة فقط للدول الأفريقية المعترف بها من قبل الشريك. وبالتالي، فإن قواعد الاتحاد الإفريقي وإطاره، التي يحترمها المغرب بالكامل، لا تنطبق في هذه الحالة".
"فيما يتعلق بالدعوة، تم الاتفاق منذ البداية وبموافقة تونس على أن الدول التي تلقت دعوة موقعة من قبل رئيس الوزراء الياباني والرئيس التونسي هي وحدها التي ستتمكن من المشاركة في التيكاد" يضيف البلاغ نفسه، الذي توصلت "الأيام 24" بنسخة منه، مشيرا أن الأمر تُؤكده "مذكرة شفوية رسمية وزعتها اليابان في 19 أغسطس 2022 صراحة أن هذه الدعوة الموقعة هي "الدعوة الوحيدة والصادقة التي بدونها لن يسمح لأي وفد بالمشاركة في TICAD 8" ، مع تحديد أن "هذه الدعوة ليست كذلك غير مخصص للكيان المذكور في المذكرة الشفوية بتاريخ 10 أغسطس 2022 "، أي الكيان الانفصالي. وفي هذا الإطار ، تم إرسال 50 دعوة إلى الدول الأفريقية التي لها علاقات دبلوماسية مع اليابان. لذلك لم يكن لتونس الحق في إقامة عملية دعوة أحادية الجانب ، موازية ومحددة للكيان الانفصالي ، ضد الإرادة الصريحة للشريك الياباني".
إلى ذلك، أضاف البلاغ، أن البيان الصحفي الصادر عن تونس، يُظهر "نفس التقريب للموقف الأفريقي. كان هذا الموقف دائمًا قائمًا على المشاركة الشاملة للدول الأفريقية، وليس أعضاء الاتحاد الأفريقي. ويستند إلى قرار قمة الاتحاد الأفريقي رقم 762، الذي يوضح أن إطار التيكاد ليس مفتوحًا لجميع أعضاء الاتحاد الأفريقي، وأن الشكل محدد بنفس القرار ومن خلال الترتيبات مع الشريك. حتى قرار المجلس التنفيذي لوساكا في يوليو 2022، كان قانعًا "بتشجيع الشمولية" مع اشتراطه "بالامتثال لقرارات الاتحاد الأفريقي ذات الصلة"، في هذه الحالة القرار 762".
ويزيد المصدر الرسمي نفسه، موضحا أنه "فيما يتعلق بمضمون الحياد والإشارة في البيان إلى "احترام قرارات الأممالمتحدة" بشأن قضية الصحراء، يجدر التذكير بأن امتناع تونس المفاجئ وغير المبرر عن التصويت خلال اعتماد قرار مجلس الأمن رقم 2602 في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي يلقي بخطورة وخطيرة. شك مشروع في دعمها للعملية السياسية وقرارات الاممالمتحدة".
وفي الختام، يؤكد بلاغ الخارجية، أنه "فيما يتعلق بالترحيب الذي قدمه رئيس الدولة التونسية لزعيم الميليشيا الانفصالية، فإن الإشارة العنيفة في البيان الصحفي التونسي إلى "الترحيب بالضيوف التونسيين على قدم المساواة" تثير مفاجأة كبرى، مع العلم أن أي من الحكومة التونسية لا ولا يعترف الشعب التونسي بهذا الكيان الدمية. إنها تشهد على عمل عدائي صارخ بقدر ما هو غير مبرر، والذي لا علاقة له ب "تقليد الضيافة التونسي" الذي، على أي حال، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن ينطبق على أعداء الإخوة والأصدقاء. الذين كانوا دائمًا بجانب تونس في الأوقات الصعبة".
وتجدر الإشارة، أن المغرب، قد قرر أمس الجمعة 26 غشت الجاري، استدعاء سفيره بتونس للتشاور، وذلك مباشرة بعد استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، من طرف الرئيس التونسي قيس سعيد في مراسم رسمية، بعد نزوله ضيفا على العاصمة تونس، للمشاركة في قمة طوكيو للتنمية في إفريقيا "تيكاد 8"، التي ستحتضنها تونس يومي 27 و28 غشت الجاري.
من جهتها، أصدرت وزارة الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، بلاغا، عبرت فيه عن استغرابها مما وصفته ب"التحامل غير المقبول عليها" مشيرة أن "تونس حافظت على حيادها التام" في قضية الصحراء المغربية، التزاما بالشرعية الدولية، وهو "موقف ثابت لن يتغير إلى أن تجد الأطراف المعنية حلاّ سلميا يرتضيه الجميع".
وأشار البلاغ نفسه، إلى أن تونس "تَلتزم بقرارات الأممالمتحدة وبقرارات الاتحاد الإفريقي"، مبررة استقبال بالقول إن "الاتحاد الإفريقي قرر في مرحلة أولى، بصفته مشاركا رئيسيا في تنظيم ندوة طوكيو الدولية، بتعميم مذكّرة يدعو فيها كافة أعضاء الاتحاد الإفريقي للمشاركة في فعاليات قمة تيكاد-8 بتونس".