وجّهت الوزارة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان، مُذكرة، إلى جميع المديرين ورؤساء الأقسام والمصالح وكافة الموظفين والموظفات، والتي جرى من خلالها الدعوة إلى الاعتناء بلباسهم في الإدارات، مُعتبرة أن "الموظف العمومي يعتبر ممثلا للمرفق العمومي، ما يجعله في علاقة مباشرة بالمُرتفقين، لذلك من الضرورة العناية الهندام، الذي يتماشى مع متطلبات المرفق العمومي، والالتزام بحسن المظهر، وتفادي ارتداء ألبسة لا تحترم مكانة الإدارة وحرمتها". وزادت المُذكرة نفسها، أن "حضور بعض الموظفين والموظفات لمقرات عملهم، بلباس لا يتلاءم مع المرفق العمومي، يعد سلوكا غير مقبول، ولا يعكس ما يجب أن يكون عليه هندام ممثل المرفق العمومي، سواء في تعامله المهني مع المرتفقين أو خلال قيامه بمهامه داخل مكاتب الوزارة أو أثناء مشاركته أو حضوره في الاجتماعات أو الأنشطة الرسمية كممثل للإدارة العمومية".
وفي هذا السياق، ترى لمياء العمراني، باحثة في القانون العام والعلوم السياسية، أنه "إذا كان الموظف العمومي يُعد ممثلا للمرفق العمومي وتربطه علاقة مباشره مع المرتفقين، فإن هذا يفرض على الموظف دائما الظهور بمظهر يمثل الإدارة تمثيلا لائقا، ويتلاءم مع المرفق العمومي الذي ينتمي إليه" مشيرة أن "دعوة الحكومة للموظفين للاهتمام بمظهرهم في إطار تحسين جهاز الاستقبال داخل الإدارات العمومية، يُشكل مدخلا أساسيا من مداخل الإصلاح الإداري".
"الاستقبال يُعد بمثابة بطاقة تعريف الإدارة التي بموجبها يشكل المواطن رؤيته حولها، كما أنها عملية حيوية بالإدارات العمومية، لا تقتصر فقط على الابتسامة النمطية التي يستقبل بها المواطن عند بوابة كل مصلحة إدارية، بل تتعداها إلى الاتصال والتواصل الحسن وإلى الحوار المتسم بالشفافية والجدية بواسطة خلايا في عين المكان، تسند لهم مهمة استقبال وإعلام المواطنين تحت إشراف عناصر تتوفر فيهم شروط الكفاءة والديناميكية المهنية وسعة الصدر" تؤكد العمراني، الباحثة في تخصص القانون الإداري، في حديثها ل"الأيام 24″.
وزادت المُتحدثة نفسها، أن "هندام الموظف يُشكل مكونا أساسيا من مكونات عملية الاستقبال بالإدارة العمومية، فمن غير المعقول أن يحضر الموظف لمقر عمله في هيئة غير ملائمة فيما يتصل بلباسه، لا تتناسب مع المرفق العمومي، ولا تحترم السلوكيات العامة والأعراف الإدارية والتقاليد النبيلة الراسخة للإدارة العمومية، ولا تحترم مكانة الإدارة وحرمتها".
إلى ذلك، ختمت العمراني حديثها ل"الأيام 24″ بأنه "من الضروري على كل موظف الحضور لمقر عمله بمظهر لائق، وهندام مقبول يحترم المرفق العمومي الذي يُعد فضاءا تحكمه معايير خاصة، ويسير من قبل موظفين مفروض فيهم الكفاءة، ويسهرون على ضمان استقبال لائق ورعاية مناسبة للمرتفق، وهو أمر يكتمل بحرص الموظف على الحفاظ على مظهره والعناية بهندامه، فالاستقبال في النهاية هو بمثابة مؤسسة وسيطة هدفها خلق شراكة إدارية مع المواطنين ومصالحتهم مع إدارتهم، حتى يشعروا أن المرافق العمومية منهم وإليهم".