بتعليمات من الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أجرى اليوم الثلاثاء 25 ماي الجاري، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، مباحثات مع الجنرال دو ديفزيون المختار بول شعبان، قائد الأركان العامة للجيوش الموريتانية، الذي كان مرفوقا بسفير موريتانيا، وذلك على هامش زيارة عمل يقوم بها للمملكة. وبحسب بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فإن المسؤولين، أكدا، خلال هذه المباحثات، على ضرورة تعميق وتوسيع نطاق التعاون العسكري الثنائي في مجال الدفاع والأمن، فضلا عن تعزيز تبادل الخبرات والتجارب بين القوات المسلحة في البلدين بهدف مواجهة التهديدات والتحديات الأمنية، خاصة مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب.
وفي هذا السياق، يقول حسن بلوان، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، إن "زيارة رئيس الأركان العامة للجيوش الموريتانية إلى المغرب، ترتبط بالعلاقات التاريخية الوثيقة بين المغرب وموريتانيا، خاصة فيما بتعلق بالتعاون والتنسيق العسكري سواء فيما يتعلق بالأمن الحدودي في الأقاليم الصحراوية، أو الاستقرار في غرب حوض المتوسط ضمن حوار 5+5 دفاع".
"إن زيارة المسؤول العسكري الموريتاني الرفيع إلى المغرب، تأتي في سياق خاص تميز بمستجدات مُتسارعة تشهدها قضية الصحراء المغربية من جهة، وتزايد الضغوط الجزائرية على موريتانيا من أجل عرقلة الدينامية التي يشهدها النزاع المفتعل" يضيف بلوان في حديثه للأيام 24.
يُردف الخبير في العلاقات الدولية، أن "المغرب وموريتانيا تربطهما علاقات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية متميزة، كما يرتبط البلدان باتفاقيات عسكرية وأمنية نوعية، زادت أهميتها بعد تحرير معبر الكركرات من العصابات الإجرامية التابعة للبوليساريو، وتسهيل تدفق الأشخاص والبضائع التجارية في الاتجاهين".
ويؤكد المتحدث نفسه، أن النجاح الميداني الكبير الذي تُحققه القوات المسلحة الملكية المغربية في المجال الصحراوي المغربي، والتفوق العسكري جوا وبرا، حتّم التنسيق المستمر مع الجيش الموريتاني الذي أحكم سيطرته على الحدود المُحاذية للمغرب مما قلص من مناورات العصابات الإجرامية للبوليساريو".
ويؤكد بلوان، أن التفوق العسكري للقوات المسلحة الملكية المغربية، يتم بالرغم من "الضغوط الكبيرة التي تمارسها الجزائر لتسميم العلاقات بين البلدين، من خلال الترويج لأكاذيب وادعاءات قصف وهمي أو استفزاز موريتانيا للدخول إلى الصراع كطرف مباشر، وهذا ما ترفضه القيادة السياسية والعسكرية الموريتانية".
ويختم المحلل السياسي حديثه للأيام 24، بالقول إنه "بالإضافة إلى الطابع العسكري والأمني لهذه الزيارة، إلا أنها تؤشر على قوة العلاقات المغربية الموريتانية، والتنسيق الدائم بين البلدين في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة، ناهيك عن القضايا الأمنية والعسكرية، وذلك رغم دخول الجزائر على خط منافسة المغرب في هذه المجالات باعتماد سياسة الترغيب والترهيب، خاصة إذا استحضرنا أن قضية الصحراء المغربية حاضرة دائما في التوازنات الداخلية والخارجية للجمهورية الموريتانية وتتأرجح منذ سنوات بين الحياد الايجابي تارة والحياد السلبي تارة أخرى".