عددت صحيفة بريطانية أسباب افتعال الجزائر للتوتر مع المغرب والدفع نحو مواجهة مباشرة، وقالت إن الشعب لا يريد حربا مع الجيران وإنما التركيز على الاقتصاد الداخلي وخلق فرص للشغل. وأكدت صحيفة "ذي إيكونوميست" البريطانية، أن الشعب الجزائري ليس راغبا في الحرب التي تلوح بها قياداتهم، إذ يفضلون تركيز حكومتهم وقيادتهم على خلق فرص وظائف أكثر، وتحسين مؤشر الاقتصاد بدلا من التهديد بالحرب".
وقالت الصحيفة إن "الجزائر التي تعد عاشر أكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم، تشهد أوقاتا عصيبة، إلا أن الاجتياح الروسي لأوكرانيا دفع الحكومات الأوروبية إلى السعي وراء إمدادات جديدة، وبسبب ذلك تخشى الحكومات الأوروبية من تطور الأحداث بين المغرب والجزائر".
وأرجعت ذلك لما قد يترك من أثار صعبة في وقت ترتفع فيه أسعار الطاقة، إذ أن الجزائر ترسل أكثر من 80 بالمئة من صادراتها من الغاز إلى أوروبا، ويتم نقل معظمها بالأنابيب إلى إسبانيا وإيطاليا باعتبارها ثالث أكبر مورد في القارة، يجب أن تستثمر في قدرة جديدة لإنتاج ونقل المزيد من الأشياء، بدلا من الدخول في حرب مما يهدد بتقليص الصادرات.
وخلصت الصحيفة إلى أن أوروبا في ظل الأزمة الحالية ليس في صالحها وقوع نزاع بين دولتين جارتين عربيتين لا تبعدان عنها كثيرا، لأن أي حرب تعني موجة جديدة من المهاجرين وفي النهاية فالحرب لن تكون في صالح أي طرف.
وفي السياق ذاته، كشفت صحيفة "الإسبانيول" في تقرير سابق لها أن توجه المغرب والجزائر نحو التسلح العسكري، وإجراء التداريب العسكرية، كما أن زيادة التوتر بين البلدين ليس في مصلحة أوروبا ويهدد بتعميق الأزمة.
وشددت الصحيفة على أن "الخلاف الديبلوماسي بين الجزائر والمغرب ليس في مصلحة أوروبا في الظرفية الراهنة، خاصة بعد أن تسببت في إيقاف العمل بأنبوب الغاز "المغاربي الأوروبي" الذي ينطلق من الجزائر مرورا من الأراضي المغربية وصولا إلى إسبانيا".
ونبه التقرير حينها، من خطورة انزلاق الوضع من توتر وقطيعة في العلاقات بين الجزائروالرباط إلى تصعيد عسكري يشعل النار في منطقة شمال أفريقيا.
وفي 24 غشت الجاري، أعلنت الجزائر قطع بلاده العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما سماه "خطواتها العدائية المتتالية"، فيما أعربت الرباط عن أسفها جراء تلك الخطوة، ووصفت مبرراتها ب"الزائفة".