Getty Images قضت محكمة أمن الدولة في مصر اليوم الاثنين بالسجن خمس سنوات على المدون والناشط علاء عبد الفتاح، وأربع سنوات على كل من الحقوقي محمد الباقر، والصحفي محمد إبراهيم رضوان الشهير ب "أكسجين". وأُدين الناشطون الثلاثة في تهمة "نشر أخبار كاذبة" أمام محكمة استثنائية لا يجوز الطعن عليها، بحسب ما ذكرت منى سيف، شقيقة علاء عبد الفتاح، على صفحتها عبر فيسبوك. ونقلت وكالة فرانس برس عن مسؤول قضائي القول: "محكمة جنح أمن الدولة قضت بمعاقبة علاء بالسجن لمدة خمس سنوات في القضية التي يواجه فيها اتهامات بنشر أخبار كاذبة، وعاقبت المحكمة الباقر وأوكسجين، بالسجن لمدة أربع سنوات، لكل منهما، في القضية ذاتها". وأشارت جمعية "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" على موقعها أمس الأحد، أن محكمة أمن الدولة طوارئ لم تُمكّن محاميي المذكورين الثلاثة "من الحصول على صورة رسمية أو ضوئية من أوراق الدعوى، ليقفوا على أدلة الاتهام.. ودحضها". وتم توقيف المذكورين الثلاثة في سبتمبر/أيلول 2019. "تدخل سافر" كانت وزارة الخارجية الألمانية يوم الجمعة الماضي قالت إن حكم المحكمة اليوم الاثنين سيكون "إشارة للاتجاه الذي تتطور إليه حالة حقوق الإنسان في مصر". وقالت الخارجية الألمانية على حسابها عبر موقع تويتر: "لا يجوز معاقبة المحامين على ممارسة نشاطهم المهني". وهو ما اعتبرته مصر "تدخلا سافرًا وغير مبرر في الشأن الداخلي المصري". وقالت الخارجية المصرية في بيان لها، إن التصريحات الألمانية: "تصادر على مسار قضائي دون دليل أو سند موضوعي". ومنذ أن تولي عبد الفتاح السيسي رئاسة مصر في عام 2014، تقول منظمات حقوقية محلية ودولية إن السلطات تشن "حملة قمع" تستهدف المعارضين. وتقدر منظمات حقوقية عدد معتقلي الرأي في مصر بنحو 60 ألفًا، وهو ما دأبت السلطات المصرية على نفيه. ونفى السيسي أن يكون في مصر سجناء سياسيون. ويقول أنصاره إن الإجراءات ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد. Getty Images من هو علاء عبد الفتاح؟ يعد الناشط والمدون ومهندس الكمبيوتر علاء عبد الفتاح، واحدا من أبرز رموز ما يعرف بثورة الخامس والعشرين من يناير 2011. وينتمي علاء، البالغ من العمر40 عاما، إلى أسرة سياسية صِرْفة؛ فأبوه الحقوقي البارز أحمد سيف الإسلام، وأمه الأستاذة الجامعية ليلى سويف عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات، وأختاه منى وسناء أيضا ناشطتان سياسيتان وخالته أهداف سويف الروائية والمحللة السياسية البارزة. وكانت قوات الأمن قد ألقت القبض على علاء في 29 سبتمبر/أيلول 2019، ضمن حملة اعتقالات بعد موجة محدودة من احتجاجات نادرة شهدتها أماكن متفرقة من البلاد. وفي اليوم التالي ظهر علاء في نيابة أمن الدولة حيث وجِّهت إليه اتهامات منها نشْر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة إرهابية. وكان علاء حينئذ قد قضى لتوّه حُكما بخمس سنوات من السجن بعد إدانته بخرق قانون التظاهر عام 2014 في القضية المعروفة إعلاميا ب "أحداث مجلس الشورى". وكان علاء لا يزال ينفّذ عقوبة المراقبة حيث يقضي اثنتي عشرة ساعة يوميا في قسم الشرطة. من هو محمد الباقر؟ محمد الباقر، محام حقوقي يبلغ من العمر 41 عاما، وهو مؤسس ومدير مركز "عدالة للحقوق والحريات" . وله سِجِل طويل في الدفاع عن متهمين أمام المحاكم العسكرية. وفي سبتمبر/أيلول 2019 ألقي القبض على الباقر واعتقاله على ذمة تحقيقات أمام نيابة أمن الدولة في تهم بينها "الانضمام إلى وتمويل جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة من شأنها التأثير على الأمن القومي للبلاد. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أُدرج اسم الباقر على قائمة الإرهابيين لمدة خمس سنوات، وحُظر بموجب ذلك من السفر، كما جُمّدت أصوله، ومُنع من الانخراط في العمل السياسي أو المدني لمدة خمس سنوات. وبالتزامن مع إدارج اسم الباقر على قائمة الإرهابيين في مصر، أعن اتحاد نقابات المحامين الأوروبييين أن الباقر وستة محامين مصريين مسجونين آخرين حصلوا على جائزة حقوق الإنسان لعام 2020. من هو محمد أكسجين؟ ألقي القبض على محمد إبراهيم رضوان، الشهير ب محمد أكسجين، في أبريل/نيسان 2018 بتهمة نشر أخبار كاذبة والانتماء لجماعة محظورة. ويعمل أكسجين، صحفيا حرّا ومدونًا ينشر على مدونته مقاطع مصورة وردود فعل على تصريحات حكومية. وفي سبتمبر/أيلول 2019 ألقي القبض على أكسجين واقتيد إلى مكان مجهول قبل أن يظهر في أكتوبر/تشرين الأول بمقرّ نيابة أمن الدولة العليا حيث واجه عددا من التُهم بينها مشاركة جماعة إرهابية في تحقيق أغراضها، ونشر أخبار كاذبة. وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020 عُرض أكسجين على نيابة أمن الدولة العليا حيث خضع للتحقيق في تهمة الانضمام لجماعة إرهابية، وتقرّر حبسه احتياطيا. وفي أغسطس/آب 2021، كشفت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إقدام المعتقل أكسجين على محاولة انتحار في سجن طرة شديد الحراسة، لكنه أنقذ منها. وتخرّج أكسجين في الجامعة العمالية، وكان يجمع مواد إعلامية ويعلق عليها عبر مدونته وقناته على يوتيوب. وكان أكسجين يتناول قضايا عديدة بينها الانتهاكات الانتخابية، والاختفاء القسري، كما أجرى عدة لقاءات مع شخصيات عامة محسوبة على المعارضة، بينها الأديب علاء الأسواني، والسفير معصوم مرزوق.