اختتمت فجر الاثنين فعاليات مسابقة ملكة جمال الكون، إلا أن الجدل حولها لم يخفت عبر مواقع التواصل الاجتماعي. يدور جانب من الجدل حول استضافة إسرائيل للحدث العالمي ومشاركة متسابقات من دول عربية فيه، بينما يتعلق الجانب الآخر بنقاش متكرر بشأن دور هذه المسابقات في تسليع الجسد. فكيف بدت فعاليات هذه السنة؟ EPA توجت الهندية هارناز ساندو ملكة لجمال الكون في مدينة إيلات الإسرائيلية يوم الإثنين، وسط دعوات وضغوط تعرضت لها الكثير من المشاركات لمقاطعة المسابقة العالمية. وفي الوقت الذي غابت فيه ملكات جمال دول إسلامية عن المسابقة لظروف وأسباب مختلفة، ظهرت ممثلتا البحرين والمغرب في كل فعاليات المسابقة، الأمر الذي جر عليهما الكثير من الانتقادات. يشار إلى أن ملكة جمال المغرب، كوثر بن حليمة، وملكة جمال البحرين، منار نديم دياني، تنافستا مع 78 مترشحة أخرى على لقب هذا العام. جدل ما قبل المسابقة وقد انضم المغرب إلى قطار التطبيع في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ليصبح رابع بلد عربي يطبع العلاقات مع إسرائيل أواخر2020، إلى جانب البحرين والسودان والإمارات. أما الإمارات فقد غابت عن المسابقة وعللت ذلك "بمخاوف صحية متعلقة بانتشار فيروس كورونا "، وإلى "ضيق الوقت في اختيار ملكة جمال". وكانت جنوب إفريقيا سحبت دعمها لملكة جمال البلاد بعدما رفضت الانصياع للموقف الرسمي للبلد ومقاطعة المسابقة. وتدعم جنوب إفريقيا القضية الفلسطينية بإقامة علاقات دبلوماسية رسمية سنة 1995 في حين خفضت تمثيلها الدبلوماسي في إسرائيل سنة 2019 وسحبت سفيرها. كذلك، لم تشارك إندونيسيا ذات الغالبية المسلمة وماليزيا اللتان لا تقيمان علاقات دبلوماسية مع إسرائيل في المسابقة، لكنهما أعادتا ذلك إلى تعقيدات متعلقة بفيروس كورونا. "حساسية ثقافية" ولم يخف مغردون عرب شماتتهم لعدم تتويج ممثلتي المغرب والبحرين بلقب في المسابقة. كذلك عقد آخرون مقارنة بين المشاركات العربيات وبين الفتيات المنسحبات من المسابقة، إذ وصف البعض مشاركتهن في مسابقة في إسرائيل ب"الخيانة وتبييض سياسات إسرائيل". من جهة أخرى، احتفى آخرون بالحدث محذرين من تسييس مسابقات الجمال والفعاليات الثقافية. كما تشارك مغردون عرب وإسرائيليون صورا تظهر ممثلتي المغرب والبحرين وهما ترتديان ملابس تقليدية في إحدى فقرات المسابقة. وحاول البعض إبراز ما وصفوها ب"القواسم الثقافية المشتركة بين العرب واليهود" والتأكيد على أهمية نشر السلام والتسامح بين الشعوب. في المقابل، رأى نشطاء عرب بأن الفتاتين وقعتا في فخ مشاركة السلطات الإسرائيلية في "السطو على التراث الفلسطيني ونسبه إلى إسرائيل" وفق تعبيرهم. وخلال الأيام الماضية، نشرت مترشحات للقب "ملكة جمال الكون" صورا لهن بملابس تراثية فلسطينية معروفة بأشكالها وألوانها المزركشة، وروجن لذلك على أنه يعكس "الثقافة البدوية المحلية في إسرائيل". وقد أثارت تلك الصور، التي جاءت ضمن جولة نظمت تحت شعار "يوم في حياة البدوي" حفيظة الكثير من المعلقين العرب. إذ نبه نشطاء فلسطينيون من خطورة ما وصفوه "بالتطبيع الثقافي" على القضية الفلسطينية، قائلين إن ما "حدث يهدف إلى تشويه الحقائق، وإعادة تشكيل الوعي العربي". رد ممثلتي المغرب والبحرين وفي حديث لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، قالت ملكة جمال المغرب، كوثر بن حليمة، إن مشاركتها في مسابقة ملكة جمال الكون تعد "تجربة مفيدة للغاية لعدة أسباب منها ما هو تاريخي". وأضافت الشابة: "لقد تفاجأت وشعرت بالسرور لدى التعرف على عدد من الإسرائيليين الذين أخبروني أن آباءهم وأجدادهم من أصول مغربية .. هذا أمر جميل وأشعر حقا بصلة الترابط". ويعيش في إسرائيل ما يقرب من نصف مليون يهودي من أصول مغربية، ويشكلون أحد أكبر الجاليات المغربية في العالم، وفقا لما ذكرته صحفية "تايمز أوف إسرائيل". من جانبها، التزمت ملكة جمال البحرين، منار دياني، الصمت ورفضت الإدلاء بتصريحات صحفية على هامش المسابقة. وفي حوار أجرته الشهر الماضي مع صحفية "ذا ناشونال" الإماراتية، ردت دياني على الانتقادات التي طالت مظهرها ومشاركتها، إذ قالت "قد أكون أقصر مرشحة في تاريخ مسابقة ملكة جمال الكون، لكنني سأقف شامخة كممثلة لبلد الحب والسلام واللطف". وأردفت في تدوينة نشرتها على انستغرام :" بعض المتنمرين علقوا على صوري. أنا هنا لأمثل جميع النساء بغض النظر عن الشكل أو الحجم أو الدين أو اللون. لناشري الكراهية لا أملك شيئا سوى الحب..وسأتحد مع زميلاتي لكسر الصور النمطية للجمال في العالم". وتابعت في تعليق آخر: "أنا أول من مثل دول الخليج في هذه المسابقة، وأعتقد أنها مسؤولية كبيرة". https://www.instagram.com/p/CXRpdt6hEJb/?utm_source=ig_embed حوادث قديمة وسبق أن تعرضت شابات عربيات لموجة من الانتقادات لمشاركتهن في مسابقات أو فعاليات ثقافية إسرائيلية. فقبل سنوات، أثارت سارة عيدان، ملكة جمال العراق لعام 2017، جدلا واسعا بعد تداول صورة لها مع ملكة جمال إسرائيل، أثناء مشاركتهما في مسابقة ملكة جمال الكون. لاحقا اضطرت أسرة عيدان للانتقال إلى العيش في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد الهجوم الشديد عليها، خاصة أن العراق لا يقيم علاقات دبلوماسية أو تجارية مع إسرائيل. كما أشادت سارة عيدان بمسابقة ملكة جمال الكون التي أقيمت مؤخرا في إسرائيل وانتقدت في تغريدة دعوة حفيد الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا لملكة جمال جنوب إفريقيا بمقاطعة المسابقة بسبب ما وصفه ب"انتهاكات" إسرائيل ضد الفلسطينيين. ووصفت عيدان مسابقة الجمال بأنها "مناسبة لتمكين النساء وإتاحة الفرصة لهن للظهور على المسرح العالمي ليمثلن شعوبهن وثقافتهن، لا لتمثيل الحكومات وسياسات الدول". https://www.instagram.com/p/CVTx11zFnD6/ وبالإضافة لسارة عيدان، خسرت المتسابقة اللبنانية "أماندا حنا" لقبها كملكة جمال لبنان للمغتربين بعد أن اعترفت بأنها كانت في إسرائيل عام 2017. وتتعرض مسابقات ملكات الجمال منذ ستينيات القرن الماضي إلى انتقادات كثيرة من قبل حركات نسوية وحقوقية تنظر لهذه المسابقات على أنها تمتهن المرأة وتحط من كرامتها وتستخدمها لتبرير سياسات معينة. في حين يستنكر منظمو تلك المنافسات إقحام السياسة والتجاذبات الإيديولوجية في مسابقات تتعلق بالمرأة وما يمكن أن تقدمه لمساعدة الآخرين .