أبقت إنكلترا على حلمها بالعودة الى منصة التتويج للمرة الأولى منذ مونديال 1966، وذلك بتأهلها الى نصف نهائي كأس أوروبا بعد فوز هو الأكبر لها في البطولة القارية وجاء على حساب أوكرانيا 4-صفر في روما، لتواجه في المربع الأخير الدنمارك التي بلغت هذا الدور لأول مرة منذ 1992 بفوزها على تشيكيا 2-1 في باكو. على الملعب الأولمبي في روما، كشرت إنكلترا عن أنيابها وأكدت في استعراضها الهجومي وشباكها النظيفة للمباراة الخامسة تواليا في هذه النهائيات أنها جدية في مسعاها للفوز باللقب للمرة الأولى والعودة الى منصة التتويج منذ مونديال 1966 الذي توجت به على أرضها. وتدين إنكلترا ببلوغ نصف النهائي للمرة الأولى منذ 1996 الى القائد هاري كاين الذي سجل ثنائية (4 و50) فيما أضاف هاري ماغواير (46) وجوردن هندرسون (63) الهدفين الآخرين. وبعدما تمكنت أخيرا من فك عقدتها الألمانية وتحقيقها فوزها الأول في الأدوار الإقصائية منذ 1996 بتغلبها على "مانشافت" في "ويمبلي" بهدفي المتألق رحيم سترلينغ وكاين، انتقلت إنكلترا إلى روما لتواجه منتخب أوكراني ليس لديه أي شيء ليخسره لأن مجرد وصوله الى هذه المرحلة يشكل إنجازا تاريخيا لهذا البلد السوفياتي السابق. وقد أبقى "الأسود الثلاثة" على شباكهم نظيفة في البطولة للمباراة الخامسة تواليا منذ بدايتها في إنجاز لم يتحقق في بطولة كبرى منذ إيطاليا في مونديالها عام 1990 (حققت إسبانيا الانجاز ذاته في كأس أوروبا 2012 لكن بين مباراتها الثانية والخامسة الأخيرة في النهائي). وأعلن الإنكليز عن نفسهم السبت بقوة وأكدوا أنهم قادرون على نيل لقب أول منذ تتويجهم على حساب ألمانيا الغربية في مونديال 1966 على أرضهم التي وصلوا فيها الى نصف نهائي البطولة القارية للمرة الأخيرة عام 1996 حين انتهى مشوارهم على أرضهم على أيدي الألمان بالذات. وما يعزز حظوظ الإنكليز باللقب القاري الأول والثاني بالمجمل في تاريخهم أنهم يخوضون نصف النهائي في معقلهم "ويمبلي" الأربعاء ضد الدنمارك المتأهلة السبت على حساب تشيكيا 2-1، ثم النهائي الذي سيقام على الملعب ذاته في 11 الحالي ضد الفائز من مواجهة إيطاليا وإسبانيا. وأكد ماغواير نية الإنكليز بالقول لهيئة الإذاعة البريطانية "يا له من شعور رائع أن تصل الى نصف النهائي للبطولة الكبرى الثانية تواليا (في اشارة الى الوصول لنصف نهائي مونديال 2018 أيضا ). إنه إنجاز رائع لكننا لن نتوقف هنا". وتابع "تنتظرنا مباراة كبيرة أخرى ونريد أن نذهب أبعد مما فعلنا في كأس العالم. ما حققناه يظهر الشوط الذي قطعناه كبلد. على أمل أن يستمر هذا التحسن". وكانت إنكلترا مرشحة لتخطي أوكرانيا ومدربها أندري شفتشنكو الذي قاد بلاده الى مشوار تاريخي في البطولة ليس لوصولها الى ربع النهائي وحسب، بل لأنها المرة الأولى التي تتجاوز فيها دور المجموعات منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي. كشر الإنكليز عن أنيابهم باكرا حين توغل سترلينغ في الجهة اليسرى وتلاعب بالدفاع قبل أن يمرر كرة متقنة لكاين الذي سددها في الشباك (4)، مسجلا هدفه الثاني بعد الذي سجله ضد ألمانيا. وبعد خطأ من كايل ووكر، كادت أوكرانيا أن تدرك التعادل لولا تألق الحارس جوردن بيكفورد في وجه تسديدة رومان ياريمشتوك (17). وتكرر سيناريو الشوط الأول في بداية الثاني حيث سجل الإنكليز هدفهم الثاني لكن بعد ثوان معدودة وليس دقائق على انطلاقه برأسية لماغواير على يمين الحارس الأوكراني بعد ركلة حرة نفذها زميله في مانشستر يونايتد لوك شو (46). ولم يمنح الإنكليز رجال شفتشنكو الوقت لالتقاط أنفاسهم إذ وجهوا لهم الضربة القاضية بهدف ثالث وثان لكاين بكرة رأسية أخرى إثر عرضية من سترلينغ (50)، رافعا رصيده الى تسعة أهداف بقميص بلاده في البطولتين الكبريين (كأس العالم وكأس أوروبا)، معادلا بذلك رقم ألن شيرر وبفارق هدف فقط خلف غاري لينيكر (10). وواصل رجال ساوثغيت فرصهم ومهرجانهم التهديفي بهدف رابع سجل بالرأس أيضا عبر هندرسون إثر ركلة ركنية نفذها ماونت (63). وفي باكو، واصل منتخب الدنمارك حلمه بتكرار إنجاز 1992 حين فاجأ القارة بإحراز اللقب بعد مشاركته في اللحظات الأخيرة نتيجة استبعاد يوغوسلافيا، وذلك بفوزه السبت على نظيره التشيكي 2-1. سجل هدفي الدنمارك توماس ديلايني (5) وكاسبر دولبيرغ (42)، فيما سجل باتريك شيك هدف تشيكيا (49)، رافعا رصيده في صدارة الهدافين إلى 5 أهداف متساويا مع البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي ود ع المنافسات من ثمن النهائي بخسارة بلاده أمام بلجيكا (صفر-1). وقال الحارس الدنماركي كاسبر شمايكل الساعي للسير على خطى والده بيتر المتوج باللقب القاري قبل 29 عاما لقناة "دي آر" التلفزيونية المحلية "من الصعب إيجاد الكلمات، كانت مباراة صعبة، وكنا ندرك ذلك. هو اختبار صعب جدا أمام منتخب يملك قوة هائلة ونفس الرغبة مثلنا". وتابع "ما يميز المنتخب الكبير: أن تعرف كيف تلعب بشكل جيد وكيف تصارع أيضا ، والذهاب إلى المعركة، وهذا ما فعلناه". وافتتحت الدنمارك التسجيل من أول فرصة سنحت لها. فبعد ركنية نفذها مدافع أودينيزي الإيطالي ينس ستروغر لارسن ارتقى لها ديلايني وحولها رأسية في الشباك عجز الحارس توماش فاتسليك عن صدها (5). وضاعف المنتخب الدنماركي النتيجة بعد هجمة سريعة على الجهة اليسرى وتمريرة عرضية بالجهة الخارجية لقدم مدافع أتالانتا الإيطالي يواكيم مايلي مرت من أمام رأس مارتن برايثويت، لتجد زميله دولبيرغ المندفع من الخلف أودعها بقدمه في الشباك (42)، مسجلا هدفه الثالث في البطولة والعاشر الدولي في مسيرته. عادت تشيكيا الى الأجواء بعد تمريرة من فلاديمير كوفال داخل المنطقة تابعها المهاجم شيك في الشباك بالرغم من مضايقة يانيك فيسترغارد (49). وعادل شيك بهدفه الخامس رقم مواطنه باروش المتوج هدافا ل "يورو 2004" بالرصيد ذاته، كما بات تاسع لاعب يسجل 5 أهداف أو أكثر في بطولة قارية واحدة، قبل ان يخرج في الدقيقة 79 ويحل ماتيي فيدرا بدلا منه من دون أن يؤدي ذلك الى تغيير النتيجة.