عادت الأزمة بين المغرب وألمانيا لتتوهج من جديد بعد بلاغ صادر عن الخارجية المغربية قبل قليل، يتحدث عن استدعاء السفيرة المغربية ببرلين زهور العلوي للتشاور. وذكر بلاغ الخارجية ، أن المملكة المغربية قررت استدعاء سفيرة جلالة الملك ببرلين للتشاور، بعد أن راكمت جمهورية ألمانيا الاتحادية " المواقف العدائية التي تنتهك المصالح العليا للمملكة ".
ووما جاء في البلاغ أن ألمانيا " سجلت موقفا سلبيا بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه، وهو ما يعتبر موقفا خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن ".
وعبر المصدر عن العداء غير المبرر للألمان من المغرب ومصالحه الاستراتيجية وفي مقدمتها قضةية الصحراء .
ولئن ربط البعض بين هذا القرار، وقضية الصحراء وموقف ألمانيا الاتحادية منها ، خاصة بعد الاعتراف الأمريكي، في دجنبر، فإن هناك من يرى أن الأزمة أعمق من ذلك.
ويرى مراقبون أن القرار المغربي لايمكن عزله عن السياقات الإقليمية، والجيو سياسية في السنوات الأخيرة، فيما يخص المغرب في علاقاته بالاتحاد الاوربي ومن ضمنه ألمانيا.
فقطع قنوات الاتصال مع المانيا الاتحادية عبر السفارة بالرباط، واستدعاء السفيرة المغربية للتشاور اليوم، خطوة دبلوماسية جريئة ومهمة بالنظر لحجم الانتظارات التي كان يعول عليها المغرب من شريك اقتصادي واستراتيجي كدولة تتميز بوضع استثنائي مع الاتحاد الاوروبي.
كما أن ألمانيا عليها ان تعي جانبا مهما في علاقاتها الخارجية، خاصة حاجياتها الطاقية عبر تنويع شركائها من مصدري النفط والغاز، وهي تراهن رهانا خاسرا بمعادا مصالح المغرب، لأنه لايمكنها ''الوثوق بالجزائر ولا روسيا او حتى ايران على حساب تبني مواقف معادية للمغرب ومصطدمة مع نوايا الولاياتالمتحدةالأمريكية، في محاصرة خصوم الامس وفق سياسة خارجية براغماتية تحاصر التوسعات والاطماع الجغرافية والاستراتيجية. وتعزز حلف شمال الاطلسي والشراكة العبر اطلسية كسبيل للاستقرار وحماية الديمقراطية.