دخل الباحثون و العلماء في سباق مع الزمن من أجل تطوير لقاح يكبح استشراء عدوى فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) الذي حصد أرواح آلاف الأشخاص و أصاب عشرات الالاف الاخرين في العالم ، فيما تلوح بارقة أمل صحية مع الاعلان اليوم الاثنين الكشف عن أول جرعة تجريبية كلقاح محتمل للوقاية من الوباء العالمي. و تتنافس شركات الأدوية العالمية لإيجاد لقاح ودواء لهذا الفيروس الذي حير مصدره العلماء، الامر الذي حفزهم لتطوير لقاحات جديدة للفيروس عبر التكنولوجيا الحيوية، في الولاياتالمتحدة و الصين ،ألمانيا و كندا و بريطانيا.
و حسب صحيفة “انديندنت” البريطانية، فإن أول المشاركين في هذه الاختبارات من المفترض أنهم تلقوا جرعة من اللقاح التجريبي اليوم ، في مسعى للتأكد من احتمال ظهور أعراض جانبية مؤذية. لكن هؤلاء الأشخاص الذين يشاركون في تجربة اللقاح، لن ت نقل إليهم عدوى كورونا، بل سيخوضون هذه التجربة وهم في أتم العافية.
و تجري هذه التجربة بتمويل من المعاهد الوطنية الأميركية للصحة، في منشأة أبحاث “كايزر” بولاية واشنطن، حسب ما أكده مسؤولون أميركيون. و يرتقب أن يخضع 45 متطوعا لاختبار هذا اللقاح داخل معهد بحوث “كيزر”. و تعتبر هذه الخطوة العلمية هي الأولى من نوعها، حيث سيتراوح عمر المشاركين المتطوعين بين 18 و55 عاما ، ويقول الباحثون إنهم لن يتعرضوا لأي أذى.
ولن ينتقل فيروس كورونا المستجد إلى المشاركين في هذه التجارب، لأن الجرعة التي ستخضع للاختبار لا تضم أي أثر ل(كوفيد 19).
ومن المقرر أن تتواصل هذه التجارب إلى غاية مطلع يونيو 2021 للتأكد من سلامة اللقاح الذي أطلق عليه اسم -1273 ام آر أن آي/ mRNA-1273 وفي حال تكللت التجربة الأميركية بالنجاح، أي إذا تبين أن اللقاح لا يؤدي إلى مضاعفات جانبية غير مرغوب فيها، فإن تطوير اللقاح سيتطلب أكثر من عام.
و يقول مدير المعهد الوطني الأميركي للحساسية والأمراض المعدية ،أنتوني فوسي، إنه “في حال نجاح اختبارات السلامة ، ستكون ثمة حاجة إلى انتظار سنة أو سنة ونصف السنة للحصول على لقاح يمكن استخدامه على نطاق واسع”.
و كانت الصين أول من سارع إلى الكشف عن المواصفات الجينية للفيروس الذي ظهر في مدينة “ووهان” أواخر دجنبر الماضي ، وتقاسمت هذه المعلومات القيمة أواخر يناير الماضي، وهو ما سمح للباحثين أن يقوموا بتشكيل الفيروس داخل المختبر ،حتى يرصدوا الطريقة التي يجتاح بها الجسم فيجعله مريضا.
و يتوقع أن يكون أول لقاح لفيروس كورونا في الصين جاهز ا للتجارب السريرية بحلول نهاية أبريل القادم، وفقا لما ذكره شى نابنج – نائب وزير العلوم والتكنولوجيا الصيني- ، حيث تخطط احدى شركات الأدوية لبدء التجارب السريرية في هذا المجال.
و نجح فريق من العلماء الكنديين في عزل وتنمية نسخ من الفيروس التاجي، ما جعل العالم يقترب خطوة من إيجاد لقاح لمكافحة المرض الفتاك.
وتمكن باحثون من معهد “سونيبروك” للأبحاث وجامعة “تورنتو” ، وجامعة “ماكماستر” من عزل وتكرار الفيروس في مختبر باستخدام عينات مأخوذة من مريضين كنديين.
وقال الفريق الكندي إن النسخ التي تم تطويرها في المختبر ستكون “الآن قادرة على مساعدة العلماء على دراسة العامل الممرض لتطوير اختبارات تشخيصية أفضل وعلاجات ولقاحات واكتساب فهم أفضل لبيولوجيتها”.
وحسب صحيفة “غارديان” البريطانية، فإن اللقاح لوحده هو الذي يستطيع أن يكبح الوباء الذي ينتشر بسرعة بين الناس، لكن عملية التطوير هذه ليست أمرا يسيرا، حسب الخبراء، لأنه يستوجب إجراء اختبارات دقيقة، كما يتطلب انتظار مدة لا بأس بها لأجل رصد ما إذا كان سيؤدي إلى أية مضاعفات جانبية.
كشفت تقارير إعلامية ألمانية النقاب عن تنافس ألماني-أمريكي بشأن شركة ألمانية تطور لقاحا ضد فيروس كورونا، إذ تحاول إدارة ترامب إغراء العاملين بالشركة بمبالغ مالية للانتقال إلى الولاياتالمتحدة للحصول على اللقاح بشكل حصري.
و يتوقع خبراء شركة “كور فاك” الألمانية أنهم سينجحون في تطوير اللقاح المرتقب بحلول الصيف، فيما أفادت تقارير إعلامية عن خلافات بين ألمانياوالولاياتالمتحدة بسبب إحدى الشركات الألمانية التي تعمل على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا. و حسب صحيفة “بيلد أم زونتاغ” الألمانية فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “تحاول جذب العاملين في شركة “كورفاك”- التي تتخذ من مدينة توبنغن الألمانية مقرا لها- إلى أراضيها من خلال مدفوعات مالية وخيمة وتأمين اللقاح للولايات المتحدة بشكل حصري.
وتنقل الصحيفة عن الدوائر الحكومية الألمانية ،أن ترامب يقوم ب”كل ما هو ممكن من أجل الحصول على اللقاح للولايات المتحدةالأمريكية فقط”.
وأكد متحدث باسم وزارة الصحة الألمانية للصحيفة،أن هناك “اهتماما كبيرا للغاية” بتطوير لقاحات ومواد فعالة ضد فيروس كورونا الجديد في ألمانيا وأوروبا ، مضيفا ، أن الحكومة الألمانية “على تواصل مكثف مع شركة (كيور فاك). وتحاول برلين هي الأخرى إبقاء الشركة في ألمانيا من خلال العروض المالية. أما الشركة نفسها فلم ترغب في التعليق على هذا التنافس الأمريكي-لألماني غير المباشر.
و منذ عدة أسابيع، تعمل الشركة المذكورة على إيجاد لقاح ضد فيروس الوباء القاتل. وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الشركة تورستن شولر: “ان التوصل إلى هذا اللقاح على سلم أولوياتنا منذ يناير الماضي”، مضيفا أن الشركة واثقة من تقديم اللقاح حتى الصيف المقبل، حيث يمكن اختباره سريريا بعد ذلك”.
و مع هذا، فان تطوير لقاح ضد فيروس كورونا ليس من شأنه تبديد المخاوف الصحية بشكل كامل، حسب الخبراء، لأنه فيروسا جديدا من عائلة “كورونا” ، قد يظهر مستقبلا ويؤدي إلى حالة إرباك لا تقل شدة عما يعانيه العالم في الوقت الحالي.