تسعى الجزائر بعد التطورات الأخيرة إلى العودة إلى المشهد الإقليمي والدولي، من اجل الحصول على مكاسب دبلوماسية وتفادي أزمة الشرعية في خضم الحراك الشعبي الداخلي المستمر منذ أشهر . وتحاول الحكومة الجزائرية اللعب ببطاقة الوساطة بين الجهات الدولية الفاعلة في الأزمة الليبية، فمباشرة بعد استقبالها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الأحد،الماضي دعت الجزائر الاثنين رئيس الدبلوماسية الإماراتية، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان لزيارتها.وفق ما أفادت مجلة ''MI '.
المجلة المعروفة بقربها من دوائر الاستخبارات الفرنسية كشفت ان معطى الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي للجزائر، وكونها زيارة تهدف لتعزيز العلاقات الثنائية، غير صحيح تماما، فتبون طلب رسميا من بوقادوم إجراء وساطة بين الإماراتيين والأتراك.
وصول الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان تزامن مع حضور الرئيس أردوغان في الجزائر ووفد تركي كبير يضم وزير الدفاع الوطني والشؤون الخارجية.
وأضاف المصدر ذاته أن صبري بوقادوم قام بمحادثات سرية في الجزائر بين الوفد الإماراتي ونظيره التركي الاثنين 27يناير. ومعلوم ان البلدين يعارضان بعضهما بشدة في العديد من المناطق الإقليمية، سيما في ليبيا حيث تمول أبو ظبي حفتر، بينما تدعم أنقرة حكومة طرابلس.
وتطبع القوتين الإقليميتين حرب باردة حقيقية تهدد بتدهور العلاقات بشكل أكبر في أي وقت. من جهتها، تحظى الجزائر بعلاقات جيدة مع أبو ظبي، ولا تريد أن تفقد الدعم الإماراتي الذي عززه قائد الأركان قايد صالح المتوفى عام 2019. لكن تبون يحتاج في الآن نفسه إلى الاستفادة من دعم تركيا لتعزيز موقعه الهش في الجزائر العاصمة.
وخلصت المجلة الى أن هدف الحكومة الجزائرية يتمثل في التفاوض على اتفاق ضمني بين أبو ظبي وأنقرة لاستعادة الهدوء بين البلدين، وبذلك سترسخ الجزائر نفسها كوسيط أساسي. وقد قبل الإماراتيون العرض، وكذلك فعل الأتراك، لكن مخرجات المفاوضات رهينة بما جرى في اللقاء السري ليوم اول امس .