دعا الملك محمد السادس القوات المسلحة الملكية المغربية، إلى "مضاعفة الجهود، لمجابهة تنامي مخاطر الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والاستعداد دائما لبذل كل التضحيات في سبيل رفعة الوطن ونصرته". وتابع الملك محمد السادس في رسالة وجهها السبت إلى الجيش باعتباره القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية المغربية (الجيش) بمناسبة الذكرى الستين لتأسيسها (14 أيار/ماي 1954)، قائلا إن "مشاركتكم بكل تجرد في الجهد القيّم المبذول من طرف مختلف الأجهزة الأمنية الوطنية لحماية الوطن وأمن المواطنين (...) تجعلنا نثمن قدراتكم العالية على التأقلم مع مثل هذه المهام والمستجدات التي يفرضها عالم اليوم، الذي يخيم عليه الاضطراب وعدم الاستقرار". وأضاف "في ظل الظرفية الدولية الدقيقة التي يعرفها العالم اليوم، وخاصة بمنطقة الساحل والصحراء، لا بد لنا من التنويه والإشادة بدور جميع الوحدات المرابطة في الثغور والتخوم، خاصة بالمناطق الجنوبية ساهرين بكل يقظة وحزم على تأمين الحدود البرية والبحرية والجوية (..)". ويقول محللون إن المغرب ورغم نواياه السلمية ورفضه لمنطق الحروب فإنه لا يريد أن يترك شيئا للصدفة فيما يتعلق بتنمية قدرات قواته المسلحة لأداء دور حماية المملكة والدفاع عنها عند الطوارئ لا سيما مع عودة جبهة "البوليساريو" الانفصالية للتلويح بورقة الحرب في الصحراء المغربية بعد أن أسقط صمود المغرب ونجاحه الديبلوماسي الكبير في إحباط جميع مساعيها ومساعي راعيتها الجزائر للمساس بوحدة الأراضي المغربية. ولفت العاهل المغربي إلى أنه "أصدر أوامره بتعزيز انفتاح القوات المسلحة الملكية على محيطها الإقليمي والدولي، من خلال احتضانها سنويا تظاهرات ومناورات عسكرية بشراكة مع جيوش دول صديقة، تجمع بين الدورات التكوينية (التدريبية) والتمارين التطبيقية، بغية تبادل التجارب والخبرات عبر الاحتكاك واكتساب المهارات الحديثة". وعلى مدى السنوات، نجح المغرب في إنشاء منظومة أمنية قوية حصنته من التهديدات الإرهابية لتنظيمات مثل القاعدة في المغرب العربي والدولة الإسلامية، إضافة للمجموعات المتشددة التي تنتشر على الحدود في دول المغرب العربي وأفريقيا. ويقول محللون إن السياسات التي اتبعها المغرب لمكافحة الإرهاب حققت نتائج ملموسة، وجعلت البلد في مأمن من الضربات الإرهابية التي تهز أغلبية الدول في محيطه الإقليمي القريب والبعيد. واستطاع الأمن المغربي بفضل العمليات الاستباقية المتتالية ضد الشبكات الإرهابية من إحباط العديد من المشاريع الإرهابية التي كانت تستهدف أهداف نوعية سواء داخل المملكة أو خارجها، بالإضافة إلى حجز ترسانة مهمة من الأسلحة والذخيرة والمواد المستعملة في صناعة المتفجرات والسموم لدى أعضاء هذه الخلايا المفككة. والجمعة، أعلنت السلطات الأمنية المغربية أنها تمكنت من إجهاض مخطط إرهابي خطير على خلفية إيقاف مواطن تشادي تابع لتنظيم الدولة الإسلامية الجمعة بمدينة طنجة. وقال بيان لوزارة الداخلية المغربية إن "المكتب المركزي للأبحاث القضائية التابع للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني (مخابرات داخلية) تمكن من إجهاض مخطط إرهابي خطر، على خلفية إيقاف مواطن تشادي تابع لتنظيم الدولة الإسلامية الجمعة في أحد البيوت الآمنة بمدينة طنجة وذلك بناء على معلومات ميدانية دقيقة". وذكر البيان أن التحريات الأولية كشفت أن المتهم ولج المغرب عبر مطار محمد الخامس بالدار البيضاء يوم 4 ماي 2016، قادما إليه من تشاد وتم إيفاده إلى المغرب من قبل ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية من أجل تأطير وتكوين خلايا نائمة تضم إرهابيين جزائريين ومغاربة متشبعين بالفكر المتطرف لشن عمليات إرهابية نوعية، تستهدف مقرات بعض البعثات الدبلوماسية الغربية ومواقع سياحية من أجل زعزعة أمن واستقرار البلاد تماشيا مع أجندة التنظيم".