قال الجيش الإسرائيلي يوم الأربعاء إنه سيلتزم باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وذكر مسؤولو الصحة في القطاع إن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 104 أشخاص، ويتبادل الجانبان الاتهامات بانتهاك الاتفاق. وشنت إسرائيل غارات جوية على غزة في وقت متأخر من يوم الثلاثاء بعد أن قالت إن هجوما شنه مسلحون فلسطينيون أسفر عن مقتل جندي، في أحدث تحد لوقف إطلاق النار الهش بالفعل. وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه سيواصل الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وسيرد بحزم على "أي انتهاك". ترامب: وقف إطلاق النار ليس في خطر قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الأربعاء إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تدعمه الولاياتالمتحدة في قطاع غزة ليس في خطر، حتى مع قصف الطائرات الإسرائيلية القطاع، حيث تتبادل إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) الاتهامات بانتهاك الهدنة. وقالت وزارة الصحة في غزة إن الغارات أسفرت عن مقتل 104 فلسطينيين، من بينهم خمسة أشخاص في منزل بمخيم البريج للاجئين في وسط غزة، وأربعة في مبنى في حي الصبرة بمدينة غزة، وخمسة في سيارة في خان يونس. وقال ترامب للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "حسب ما علمت، لقد قتلوا جنديا إسرائيليا... لذلك رد الإسرائيليون على الضربة ويجب أن يردوا الضربة. وعندما يحدث ذلك، ينبغي عليهم الرد بالمثل". وأكد الجيش الإسرائيلي مقتل الجندي يوم الأربعاء. وقال ترامب "لن يعرض أي شيء وقف إطلاق النار للخطر... عليكم أن تفهموا أن حماس جزء صغير جدا من السلام في الشرق الأوسط، وعليهم أن يلتزموا". إسرائيل تقول إن حماس هاجمت جنودا خلف "الخط الأصفر" يخشى بعض الفلسطينيين النازحين من انهيار الهدنة ومن بينهم إسماعيل زايدة (40 عاما)، وهو أب لثلاثة أطفال، الذي يتذكر أصوات الانفجارات طوال الليل ويرى أنها تذكير بالحرب التي قتلت عشرات الآلاف. وقال زايدة لرويترز عبر أحد تطبيقات التراسل "كانت ليلة من أسوأ الليالي من لما توقعت الهدنة: أصوات الانفجارات وصوت الطيارات كأنه الحرب رجعت من تاني". ويعيش زايدة في خيام في غرب مدينة غزة مع أفراد عائلته وعددهم 25 شخصا. وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن حماس انتهكت وقف إطلاق النار بشن هجوم على قوات إسرائيلية تتمركز خلف الخط الأصفر، وهو خط الانتشار المتفق عليه ضمن اتفاق وقف إطلاق النار. ودخل الاتفاق حيز التنفيذ في 10 أكتوبر تشرين الأول، ليوقف عامين من الحرب التي اندلعت بسبب هجمات قادتها حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023. وقال ترامب "إذا كانوا (في حماس) جيدين فسوف يكونون سعداء وإذا لم يكونوا جيدين فسوف يتم القضاء عليهم، وسوف تنتهي حياتهم". وأضاف ترامب "لا أحد يعرف ما حدث للجندي الإسرائيلي، لكنهم يقولون إنه تعرض لإطلاق نار من قناص. وكان ذلك بمثابة الرد، وأعتقد أن لهم الحق في فعل ذلك". ونفت حماس مسؤوليتها عن الهجوم على القوات الإسرائيلية في رفح. كما قالت الحركة في بيان لها إنها لا تزال ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار. الاتفاق يشمل إعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم بموجب الاتفاق أطلقت حماس سراح جميع الرهائن الأحياء مقابل ما يقرب من 2000 معتقل فلسطيني، كما سحبت إسرائيل قواتها وأوقفت هجومها. كما وافقت حماس على تسليم رفات جميع الرهائن الذين لقوا حتفهم ولم يتم العثور عليهم بعد، لكنها قالت إن تحديد مكان جثث جميع الرهائن وانتشالها سيستغرق وقتا. وتقول إسرائيل إن بإمكان الحركة الوصول إلى رفات معظم الرهائن. وصارت المسألة من النقاط الشائكة الرئيسية في وقف إطلاق النار، الذي يقول ترامب إنه يراقبه عن كثب. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الرفات الذي تم تسليمه مساء الاثنين يعود لإسرائيلي قُتل خلال هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول، وانتشلت القوات الإسرائيلية جثته في الأسابيع الأولى من القتال. وذكر الجيش الإسرائيلي أن حماس وضعت الرفات في موقع للبحث قبل استدعاء فريق من الصليب الأحمر والتظاهر بأنها عثرت على رهينة مفقود، وذلك لخلق "انطباع زائف ببذل جهود للعثور على الجثث". وأظهر مقطع فيديو مدته 14 دقيقة نشره الجيش الإسرائيلي ثلاثة رجال يضعون كيسا أبيض في موقع حفر، ثم يغطونه بالتراب والصخور. وتمكنت رويترز من التحقق بشكل مستقل من موقع تصوير مقطع الفيديو، لكن لم يتسن لها التحقق من تاريخ الفيديو ولا رواية إسرائيل بشأن محتواه. ولم ترد حماس بعد على طلب للتعليق. وأفادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بأن فريقها لم يكن على علم بدفن الرفات في الموقع قبل وصولهم. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان "ليس مقبولا أن تُدبّر عملية انتشال زائفة، في وقت تعتمد فيه الكثير من الأشياء على الالتزام بهذا الاتفاق، وفي وقت لا تزال فيه عائلات كثيرة تنتظر بفارغ الصبر أخبارا عن أحبائها".