في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة والتقارب المتزايد بين موسكووواشنطن، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء في خطاب متلفز ألقاه مساء الأربعاء عن رغبته في إطلاق نقاش استراتيجي حول دور المظلة النووية الفرنسية في حماية أوروبا. وأكد أن قرار استخدامها سيظل بيد رئيس الجمهورية الفرنسية وحده. تطرق ماكرون إلى التهديدات الروسية التي تواجه أوروبا، مشيرا إلى أن "التهديد الروسي قائم ويؤثر علينا جميعا"، مضيفا أن موسكو حولت الصراع الأوكراني إلى نزاع عالمي، بالإضافة إلى انتهاكها للحدود الأوروبية من خلال عمليات اغتيال، والتلاعب بالانتخابات، وتنفيذ هجمات إلكترونية ضد البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المستشفيات. وأضاف: "هذا العدوان لا يعرف أي حدود، والوقوف متفرجين سيكون ضربا من الجنون". وأكد الرئيس الفرنسي التزام بلاده بحلف شمال الأطلسي والشراكة مع الولاياتالمتحدة، لكنه شدد في الوقت ذاته على ضرورة أن تبذل أوروبا جهودا أكبر لتعزيز استقلالها الدفاعي والأمني. وقال: "يجب ألا يحدد مستقبل أوروبا في واشنطن أو موسكو". تأتي تصريحات ماكرون عشية القمة الاستثنائية للاتحاد الأوروبي المقرر عقدها في بروكسل يوم الخميس، حيث سيتم بحث سبل تعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية. كما سيستضيف ماكرون رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، المعروف بتأييده لكل من دونالد ترامب وفلاديمير بوتين، وأحد أكثر الأصوات المعارضة داخل الاتحاد الأوروبي. أوضح الرئيس الفرنسي أنه عقب قمة الخميس، سيتمكن أعضاء الاتحاد الأوروبي من زيادة إنفاقهم العسكري دون أن يُحسب ضمن عجز ميزانياتهم. كما سيتم اتخاذ قرارات بشأن تمويل مشترك واسع النطاق لإنتاج وشراء الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية الحديثة داخل الأراضي الأوروبية. وكان ماكرون قد رحب الثلاثاء بنية نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "استئناف الحوار مع الولاياتالمتحدة"، وفق ما أفاد الإليزيه. وقالت الرئاسة الفرنسية إن ماكرون، الذي أجرى مشاورات هاتفية منذ مساء الإثنين مع زيلينسكي ودونالد ترامب، "كرر عزم فرنسا على العمل مع جميع الأطراف المعنيين لإرساء سلام صلب ومستدام في أوكرانيا".