على بعد ثلاثة أيام من انطلاق الحملة الانتخابية لاستحقاقات 7 من أكتوبر المقبل يعيش حزب الأصالة و المعصرة بفاس ترهلا تنظيميا، زادت من حدته الصراعات الطاحنة التي اندلعت بين صفوف عناصر حرسه القديم من جهة وبين أنصار وكيلي لائحتيه الملتحقين حديثا بالتنظيم، فجّرها غضب المجموعة المقصية من تشكيلة اللوائح الانتحابية، وإبعاد آخرين عن تدبير الحملة الانتخابية وتعويضهم بفرقة خاصة تم استقدامها من الرباط للإشراف على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالانتخابات المقبلة ندوة صحفية بدون صحافة في جو من الارتباك وتضارب الموافق بين مؤيد ومعارض داخل صفوف الباميين، عقد حزب الأصالة والأصالة و المعاصرة ندوة صحفية، مساء أمس الثلاثاء بأحد الفنادق المصنفة التابعة لمجموعة عزيز اللبار، وكيل لائحة التراكتور بفاس الشمالية، ترأسها إلى جانبه كل من الراضي السلاوني الكاتب الجهوي السابق للبيجيدي وكيل لائحة حزب إلياس بفاس الجنوبية، إضافة إلى امحمد اللقماني عضو المكتب السياسي للحزب. الندوة غابت عنها وجوه من الحرس القديم للحزب بسبب رفض عقدها في هذه الظرفية، فيما أصر السلاوني و كيل لائحة فاس الجنوبية على عقدها، رغبة منه في ترويج صورة الفارس الذي يتزعم موجة الالتحاقات الجديدة بحزب التراكتور، وردا منه على انتقادات تلت ندوة صحفية سابقة له بالرباط، عرفت حضورا أقل من المتوقع للنازحين من البيجيدي صوب الجرار بحر الشهر الماضي. وحاول السلاوني جاهدا تلميع صورة الحزب وقوته التنظيمية بالرغم من ترهلها منذ إعلان التحاقة و تزكيته بالمدينة وما صاحب ذلك من تمرد داخل صفوف مختلف الهياكل الحزبية للتراكتور بفاس وتدخل إلياس العماري في أكثر من مناسبة لإخماد نار الغضب في ذات الندوة التي لم تفلح عناصر إدارة حملة البام بفاس، بما في ذلك العناصر القادمة من الرباط من إنجاحها، حيث تم الإعلان عن التحاق ما أسماه السلاوني بفوج جديد من الأطر بحزب الجرار، ضم أعضاء من الشبيبة المدرسية لحزب الاستقلال و شبيبته الشغيلة، أبرزهم طبيبة ورئيسة جمعية بفاس، سبق لها أن ترشحت إلى جانب حميد شباط في لائحة الميزان الخاصة بالانتخابات الجهوية. استقالة الأمين الإقليمي من الحج بشكل مفاجئ أعلن عزيز السليماني الأمين الإقليمي لحزب الأصالة والمعاصرة بفاس فك الارتباط بحزب البام وأعلن يوم الخميس الماضي من الديار السعودية حيث يؤدي مناسك الحج استقالته من كل الهياكل التنظيمية للتراكتور. وتزامنت استقالة الأمين الإقليمي مع يوم وضع لاوائح ترشيح الحزب الخاصة بدائرتي فاس الشمالية والجنوبية بمصالح عاملة فاس، بعد أن تم إبعاد اسمه والمقربين منه من تشكيلاتها. وتحدثت مصادر مقربة من القرار التنظيمي داخل البام ل"للأول" أن الرجل كان يهيئ نفسه لقيادة لائحة فاس الشمالية قبل أن يتم الاستغناء عنه وتعويضه بالسلاوني الكاتب الجهوي السابق للبيجيدي عقب إعلان التحاقه بحزب الأصالة والمعاصرة، حيث قاد السليماني وقتها تمردا داخليا رفقة مجموعة من مناصريه بمحتلف هياكل الحزب الإقليمية رافضا تخلي المكتب السياسي عن وعوده السابقة له. و أضافت ذات المصادر أنه "مع اقتراب الانتخابات البرلمانية وانخرطنا في أجواء الإعداد لها تفاجأنا بانهيار أسهم السلاوني الانتخابية وخاصة بدائرته الانتخابية عكس ما رافق التحاقه من ضجة إعلامية ووعود ورهانات المكتب السياسي على إضافته النوعية، وهي خطوة أقصت الهياكل التنظيمي للحزب واحتقرت كل المسؤوليات الإقليمية بما فيها الأمانة الإقليمية، خاصة وأن السليماني كان ينتظر أن يكون وصيفا في إحدى اللائحتين الانتخابيتين". استقدام فرقة خاصة من الرباط لإدارة الحملة "هل نحن في حرب استنزاف أم أننا بصدد الإعداد لمحطة انتخابية في مسلل البناء لتجربة ديمقراطية فتية.. هذا الأمر يدعو إلى الامتعاض" هكذا علقت إحدى الأطر الشابة من حزب الأصالة والمعاصرة على حدث استقدام فرقة خاصة من الرباط إلى مدينة فاس للإشراف على كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالحملة الانتخابية للحزب بالمدينة. و قد حصل "الإول" على معطيات أكدتها قيادات من البام تتعلق باستقدام فريق خاص مكون من قرابة 10 تقنيين متخصصين في المعلوميات والإحصاء والإدارة و الإعلام والتواصل. و قد استقر أعضاء الفريق التقني بحي الفيلات بطريق ايموزار، أحد الإحياء الراقية بالعاصمة العلمية، حيث وضعت رهن إشارته كل الإمكانات المادية واللوجيستيكية للاشتغال. ويعمل الفريق في سرية تامة وبشكل مستقل عن باقي الهياكل التنظيمات للحزب ومدبري حملته الانتخابية، ويقتصر تنسيقه مع محيط ضيق قريب من وكيلي لائحة الجرار بفاس . وقد امتعضت قيادات حزبية عدة من الخطوة واعتبرتها إهانة وإقصاءً ممنهجا واستخفافا بكفاءات الأطر الإقليمية في تدبير مرحلة مفصلية من تاريخ الحزب بالمدينة. ويعيش الحزب في وضعية ترهل تنظيمي زادت من حدتها استقطابه لأشخاص مغمورين ورهانه على قيادات، لم تفلح في رسم طريق النجاح في مسارها السياسي المتعثر، بدأ بالرهان على عزيز اللبار أحد أعيان المدينة الذي فشل رفقة لائحته في ضمان الفوز بمقعد خلال الانتخابات الجماعية الأخيرة بمقاطعة أكدال صغرى مقاطعات وسط فاس ، فيما فشل الراضي السلاوني في قيادة مقاطعة سايس، إحدى أغنى وأكبر مقاطعات المدينة التي كان يسيرها بأغلبية مطلقة في حضن حزبه السابق العدالة والتنمية، ليختار بعد تردد الاستقالة من المصباح وركوب الجرار في خطوة اعتبرت ردة فعل غاضبة وانتقامية من إخوان الأمس.