اندلعت حرائق هائلة منذ مساء أمس الاثنين، في منطقة القبائل بولاية تيزي وزو (100 كلم شرق العاصمة الجزائر)، ما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل حسب عناصر الإطفاء وسلطات الغابات المحلية. كما تسببت في احتراق عدة مبانٍ ومنازل بالعديد من القرى، ما جعل سكانها يفرون تاركين كل شيء وراءهم. وتحاول فرق الحماية المدنية إخماد 31 حريقا في 14 ولاية في شمال البلاد، 10 منها في تيزي وزو، وهي واحدة من أكثر المدن تعدادا للسكان في منطقة القبائل. واندلعت أربعة حرائق أخرى في جيجل (شرق). وذكرت الحماية المدنية في بيان على تويتر أن حرائق اندلعت أيضا في غابات 13 ولاية أخرى أهمها في جيجل والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية، وجميعها في شرق البلاد. وشملت الحرائق عدة بلدات تقع في المناطق الجبلية مثل مدينة عين الحمام وبلدة بن يني وعزازقة وأبي يوسف وأيت وسيف أقبيل وأيت تودرت… وقرى أخرى تقع في قمم جبال جرجرة. وتسببت هذه الحرائق في مقتل شخصين في أث يني كما توفي شخص في أعكورن "رئة" المنطقة وشخص آخر قرب عزازقة القريبة عن تيزي وزو كما ذكرت وكالة الأنباء الجزائرية نقلا عن محافظ الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد. وتسببت الحرائق في انقطاع الطرق، ما أدى إلى صعوبة وصول مصالح إخماد الحرائق إليها، فيما بقي سكان هذه البلدات طيلة ليل الاثنين الثلاثاء يقظين وهم يكافحون النيران، خوفا من أن تلتهم منازلهم. ونشر سكان في تيزي وزو عبر مواقع التواصل الاجتماعي صورا للحرائق وهي تقترب من بيوتهم بعدما التهمت مساحات كبيرة من حقول الزيتون المجاورة. وكانت نشرة خاصة للأحوال الجوية قد حذرت من موجة حر شديد وحرارة تفوق الأربعين درجة في شمال البلاد حيث اندلعت الحرائق. ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عدة أشرطة فيديو وصور تظهر نيران حمراء عالية تلتهم الغابات الكثيفة، التي تتمتع بها منطقة القبائل شمال شرق الجزائر، لا سيما أشجار الزيتون التي تعرف بها هذه المنطقة. وقال محمد ولد يوسف وهو محافظ للغابات في مدينة تيزي وزو في تصريح هاتفي للتلفزيون الجزائري " الوضع خطير وخطير جدا لأننا سجلنا 4 وفيات. وفي الصبيحة (الاثنين صباحا) سجلنا خمسة حرائق لكن قمنا بإخمادها بعقلانية وبالتنسيق مع مصالح الحماية المدنية". وأضاف "لكن في مساء يوم أمس، بدأت الحرائق تنتشر بكثرة وفي مختلف مناطق الولاية. وحسب تجربتنا هذه الحرائق مفتعلة ومستحيل أن تكون طبيعية وأختير لها يوما ارتفعت فيه درجات الحرارة مع وجود رياح نسبية، مما أدى إلى انتشارها بسرعة". وفي سؤال عن الأسباب التي أدت إلى وقوع هذه الحرائق، أجاب محافظ الغابات "الأسباب هي بفعل فاعل. مستحيل أن تكون طبيعية". ويأتي اندلاع هذه الحرائق في وقت تعرف الجزائر ارتفاعا كبيرا لدرجات الحرارة وتعاني فيه منطقة القبائل، على غرار المناطق الأخرى ارتفاعا في الإصابات بوباء كوفيد-19. ولم يصدر أي تصريح من الحكومة بخصوص هذه الحرائق.و شهد شرق الجزائر حرائق كبيرة التهمت عشرات الهكتارات خصوصا في منطقة الأوراس، كما قضت النيران على مساحات كبيرة من غابات الأرز في محمية الشريعة على بعد 60 كيلومترا غرب العاصمة. وتضم الجزائر، وهي أكبر دولة أفريقية 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1.76 بالمئة. وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران العام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار. (أ ف ب)