أكدت نزهة الوفي، الوزيرة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج، أن الوزارة انكبت خلال هذه السنة على تنفيذ عدة برامج ذات أولوية أبرزها بلورة مشروع برنامج جديد؛ أهمها البرنامج الوطني لتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج الذي سيمكن من التعرف والتعبئة لما يقرب 10.000 كفاءة مغربية بالخارج في أفق 2030، مقابل 4500 كفاءة حاليا، جاء ذلك خلال تقديم الميزانية الفرعية للوزارة المنتدبة اليوم بلجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارج بمجلس النواب. ومن بين منجزات الوزارة المنتدبة، وفق المسؤولة الحكومية، "إعداد مخطط عمل لمواكبة وتحفيز المغاربة المقيمين بالخارج للاستثمار بالمغرب من أجل تعبئة خمسمئة ألف (500.000) مستثمر في أفق سنة 2030، في إطار تنفيذ البرنامج الوطني لتعبئة الكفاءات" والشروع في الإعداد لإطلاق مبادرة لتعبئة الكفاءات المغربية بالخارج للمساهمة في أوراش البحث والابتكار في مجال البيئة والطاقات المتجددة والتنمية المستدامة، التوافق مع وزارة المالية و تبسيط شروط الولوج الى تمويل صندوق MDM Invest وكذا إعداد مشروع الجائزة الوطنية للكفاءات المغربية بالخارج والشروع في إحداث منصة خاصة لمواكبة المستثمرين من مغاربة العالم. واخذا بعين الاعتبار بالتحولات العميقة التي يعرفها المغاربة بالخارج وما أكدته دراسة قامت بها الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج والتي ابانت ان 89% من شباب مغاربة العالم اكدوا على رغبتهم الاستثمار بالمغرب و76% مستعدين لتمويل استثمارات موجهة للمغرب وبخصوص تحسين العرض الثقافي، أفادت الوفي أن سنة 2020 عرفت إعطاء أولوية قصوى لتقييم وتطوير الحكامة المؤسساتية للعرض الثقافي في مختلف مجالاته، بما يضمن التناغم والتنسيق والنجاعة في التدبير، ويستجيب لحاجيات وتطلعات الأجيال المتعاقبة، لا سيما الجيل الناشئ الذي يحتاج إلى آليات تواصل متطورة، مبرزة أن ذلك ناجم المكانة المحورية التي تحتلها الثقافة في تكوين الهوية المغربية خاصة لدى الأجيال الصاعدة من أبناء المغاربة المقيمين بالخارج، والتي تعتبر عاملا في توثيق ارتباطهم بوطنهم الأصل كما هي عامل تقارب بين الحضارات وتمكن من التصدي لمختلف التحديات المعاصرة التي تواجهها ببلدان الإقامة وإثراء معارفها بما تزخر به الثقافة المغربية من تنوع وغنى بما يسهم في تعزيز قيم التسامح والاعتدال. من جهة أخرى أشارت الوفي إلى أن الوزارة المنتدبة اعتمدت مقاربة ومنهجية عمل من أجل تنزيل أولوياتها على أرض الواقع تستند على "البرمجة والتخطيط مع إيلاء أهمية خاصة لمأسسة واستدامة المخططات والبرامج المعتمدة وكذا تعزيز حكامة والتقائية السياسات والبرامج، أخذا بعين الاعتبار الهندسة والتموقع المؤسساتي الجديد لملف شؤون المغاربة المقيمين بالخارج، وكذا الطابع الأفقي للملف. وأوضحت الوفي أن أولويات الوزارة تتمثل أساسا في النهوض بأوضاع المغاربة المقيمين بالخارج وحماية حقوقهم والاستجابة لمتطلباتهم وتطلعاتهم وتطوير وتجويد وتقريب الخدمات الموجهة إليهم بالمغرب وبالخارج وتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج لتعزيز مساهمتها في الأوراش التنموية الوطنية والمحافظة على الهوية الوطنية وترسيخها لدى المغاربة المقيمين بالخارج، وخاصة الأجيال الصاعدة، وجعل العرض الثقافي الموجه للخارج رافعة لتثمن الرصيد الحضاري المغربي وإسهامه في إشعاع المملكة بالخارج. هذا وذكرت الوزيرة بأن المغرب عرف منعطفا هاما يتميز بالإصلاحات الهيكلية التي تم تدشينها في الآونة الأخيرة والهادفة إلى مواجهة تداعيات الأزمة الصحية الناجمة عن انتشار فيروس "كوفيد 19" في أفق خلق نموذج تنموي تنافسي يرتكز على وضع الرأسمال البشري واللامادي في صلب المشروع المجتمعي، من خلال سياسات عمومية متجددة وبرامج عمل تهدف إلى مواجهة التحديات والاستجابة لطموحات وانتظارات المغاربة المقيمين بالخارج، وفي نفس الوقت استشراف وتعميق الرؤية على المدى الطويل في سياق عالمي معقد.