ليس من شك أن سلسلة حلقات كرتون توم وجيري هي الأشهر على مر تاريخ صناعة أفلام الكرتون، تلك الموجهة للأطفال والتي تابعها منذ بداية ظهور تلك الحلقات وحتى الآن ملايين بل مليارات الأطفال، ولم يتوقف الأمر فقط عند صغار السن بل يوجد العديد من الشباب والكبار يتابعون توم وجيري بشغف. حلقة انتحار توم وجيري في 16 نوفمبر عام 1956 كانت الحلقة التي أثارت جدلا كبيرا من سلسلة توم وجيري بعنوان "Blue Cat Blues"، والتي كانت أحداثها تدور حول ارتباط توم بعاطفة حب مع قطة بيضاء، وحاول إسعادها بشتى الطرق مما أوقعها هي الأخرى في حبه، حتى ظهور القط الثري "بوتش" ويجذب أنظار القطة البيضاء له بثرائه الفاحش وينجح في أن يجعلها تتعلق به. في تلك الأوقات يحاول توم بكل الطرق والوسائل إعادة محبوبته له حيث يقترض الأموال من أجل شراء الهدايا لها، ولكن مع كل هدية يقوم بشرائها يقوم السيد بوتش بمحو أثرها بهدية أخرى أغلى بكثير وأجمل منها، ومع مرور الوقت يفقد توم الأمل في إعادة محبوبته إليه مرة أخرى، ويحاول الانتحار أكثر من مرة وفي كل مرة يقوم الفأر جيري بإنقاذه ويحاول إعادته لرشده مرة أخرى إلا أنه يفشل في ذلك. يتابع جيري توم في كل خطواته ويراقبه وذلك لمنع إقدامه على الانتحار، وفي أثناء تلك الأحداث يتذكر جيري حبه هو الآخر، ولكن فجأة يكتشف خيانتها له وارتباطها مع فأر آخر ثري كما حدث لمحبوبة توم، وبدأت الأمور تسوء هي الأخرى مع الفأر جيري ويفقد الأمل في الحياة هو أيضا، وتكون نهاية الحلقة التي أثارت الجدل الكبير في ذلك الوقت. حيث يجلس توم على قضبان السكة الحديد منتظرا إياه لتكون لحظات حياته الأخيرة، وفي ظل المشهد يظهر الفأر جيري الذي حاول كثيرا إقناع صديقه توم بعدم الانتحار، إلا أنه هو الآخر بعد فقد محبوبته وفقدان الأمل في الحياة يجلس بجوار توم على القضبان، ينتظران معا قدوم القطار لإنهاء حياتهما، ويسمع المشاهدون صوت صافرات الإنذار مع أصوات القطار القادم تجاه توم وجيري ثم تسود الشاشة. ما حدث بعد حلقة انتحار توم وجيري تم عرض تلك الحلقة مرة واحدة فقط في عام 1956، ثم قرر منتجو السلسلة في ذلك الوقت ويليام هانا وجوزيف باربرا إيقاف عرضها بل ومنعها من العرض بعد الجدل الذي ثار بعدها، والذي اعتبره الكثيرون هو نهاية سلسلة توم وجيري الأشهر في عالم كرتون الأطفال، وبعد منع تلك الحلقة من العرض تداول الإعلاميون في ذلك الوقت الأسباب الحقيقية التي أدت إلى إنتاج تلك الحلقة السوداء في تاريخ الكرتون العالمي. الحقيقة في الحقيقة لم تكن الحلقة هي الأخيرة من مسلسل الكرتون الأشهر، ولم تكن أكثر من حلقة أخرى ضمن سلسلة الحلقات، إذ أن هذه الحلقة تم إنتاجها عام 1956، فيما استمر إنتاج حلقات توم وجيري حتى الأول من أغسطس عام 1958، أي بعد عامين من موعد حلقة الانتحار المزعومة. أسباب إنتاج حلقة انتحار توم وجيري السبب الأول يري كثيرون أن أحد أسباب إنتاج تلك الحلقة هو مخاطبة النساء اللاتي يفضلن الرجال نظرا لثرواتهم، حيث ينجذبن إلى المال على حساب الحب ويفضلن هؤلاء الذين يقدمونه لهن حتى ولو كان بدون حب، بينما يتركن من على أتم استعداد إلى تقديم كل ما يملكون من حب ومشاعر لهن، وقد استدل من ساقوا هذا السبب إلى أنه في تلك الفترة تعلق كثير من الكبار بحلقات توم وجيري فرأى المنتجان ضرورة مخاطبتهم بإحدى الحلقات. السبب الثاني أن منتجي السلسلة كانا سيفقدان إنتاجها مما دفعهما إلى إطلاق تلك الحلقة في محاولة منهما لإثارة شباك التذاكر لهما مرة أخرى، وجذب أنظار أكبر عدد ممكن من المتابعين وهو ما تحقق لهما بالفعل، إلا أنهما لم يتصورا في ذات الوقت أن ذلك سوف يؤدي إلى تلك الضجة، مما دفعهما إلى وقف عرض الحلقة فورا إلا أنهما حققا ما سعيا إليه وظلا ينتجا سلسلة توم وجيري حتى عام 1967. بعد ذلك هدأت وسائل الإعلام مرة أخرى مع بدء إنتاج حلقات جديدة من سلسلة توم وجيري بإشراف هانا وباربرا، وذلك حتى عام 1967، ثم توقف إنتاج الحلقات حتى عادت مرة أخرى عام 1990 بشكل جديد ومؤلفين ومنتجين ومخرجين جدد، حيث دارت أحداث تلك الحلقات حول منافسة جديدة بين أبناء توم وجيري، واستمرت تلك السلسلة حتى عام 1994 وحتى ذلك الوقت لم يتم إنتاج حلقات جديدة من توم وجيري أسطورة الكرتون العالمية والتاريخية.