بقلم:ادريس زياد لعالم اليوم الدولية الفرّوج أو الديك طائر داجن يعيش مع الناس أكثر في البوادي ويلاصق طبيعة حياتهم اليومية، ويتميز "فرّوج" البادية بصياحه القوي والحاد، وبأحباله الصوتية المشدودة كنافخ الغيطة، أو كأنه مطرب يقف أمام "مايكرفون" نغمته طويلة كنفس عبد الحليم حافظ، يبدأ بهذه المهمة قبل بزوغ الفجر بساعة أو أكثر… أما "فرّوج" المدينة، فصياحه ضعيف وقصير ومتقطع ومخنوق، كمغنٍّ مبتديء لا يعرف المقامات، ويتأخر في إيقاظ الناس، يسبقه منبه الجوال وكأنه سهِر حتى ساعة متأخرة يشاهد فلماً أو لعله كان يداعب الدجاجات… وفي حديث الصحيحين:"إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملَكاً" وأيضاً "لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة" وفي رواية "فإنه يدعو للصلاة" قيمة هذا الشعور عند سماع صوت هذا الديك المكلف والقادر على النداء لإيقاظك وإشعارك بالقرب من الله وأنت تبدأ سعيك فجراً، وربما سيتجاوب معك هذا الحضور الملائكي ويؤمّن على دعائك ويفتح لك الله به باب رزق، ومع البكور تأتي البركات المرتبطة بالحركة والعمل والسعي في طلب الرزق "اللهم بارك لأمتي في بكورها" يقسّط صياحه بلا تفاوت ولا خطأ، وله صيحات أخرى في النهار، وصيحات في منتصف الليل فيها سر لا يعلمه إلا الله، وله صيحات يجاوب فيها ديوكاً أخرى، والديكة لا تصيح جميعها بل هناك أعداد محدودة فيها تصدر هذا النداء من جهات مختلفة، ولو فعلت ذلك كلها لجمعت كل الحيوانات المفترسة حولها.