مصطفى بوزغران/عالم اليوم الدولية يتذرع صناع القرار الفرنسي لتحويل ممارسات التمييز ضد المسلمين إلى سياسية ممنهجة قانونيا في اطار الحفاظ على الهوية العلمانية الفرنسية. وتعتزمون إعداد مشروع قانون يهدف إلى "مواجهة الإسلام السياسي"، في إطار تدابير أعلنها رئيس البلاد إيمانويل ماكرون، قبل أشهر، لمحاربة ما سماه آنذاك "الانفصال الإسلامي". في بحر هذا الاسبوع تم اقتحام احد المساجد، في اطار التوجه ذاته وفي مواجهة الإسلام السياسي الذي اصبح من الاولويات لأعادة قضية الإسلاموفوبيا إلى السطح مجددا، في نهج جديد يعلن الحرب لمعاداة المجتمع الفرنسي للمسلمين. خلال الأشهر الماضية، طالت تصريحات الرئيس الفرنسي مرارا المسلمين، لا سيما قبيل الجولة الأولى من انتخابات البلدية (المحليات) في فبراير الماضي، ما أثار ردود فعل غاضبة بين الجاليات المسلمة بفرنسا. وقال ماكرون، آنذاك، إن "هناك جزءا من المجتمع يرغب في استحداث مشروع سياسي" وكانت المغالاة في معاداة الإسلام السياسي بحثا عن شعبية لدى تيارات اليمين المتطرف ووسط اليمين في بلاده، حسب مراقبين تطرح اكثر من علامات استفهام. ومن المقرر أن تناقش الجمعية الوطنية بالبرلمان الفرنسي، مشروع القانون لفرض "إجراءات تقييدية للمسلمين". ورغم شعارات فرنسا الديمقراطية التي تضمن حقوق الإنسان والتسامح غير المشروط حيال المعتقدات الدينية للأقليات، فإن لواقع يكذب هذه الشعارات حيت تعد فرنسا من أكثر دول أوروبا معاداة وهجومًا على الإسلام. ففي أكتوبرالماضي، وافق مجلس الشيوخ على مقترح قانون يمنع الأمهات من ارتداء ملابس مميزة للأديان "الحجاب" أثناء مرافقة أبنائهن في الرحلات المدرسية وتعود أسباب التصعيد ضد المسلمين في فرنسا، إلى زحف ماكرون في اتجاه تيار اليمين المتطرف، والذي عادة ما يشن هجوما على بناء المساجد وارتداء النساء للحجاب، ويخلط عمدا بين الإسلام والإرهاب. فحكومات اليمين واليسار على مدى عشرين أو ثلاثين عاما الماضية،وظفت شعارات متعلقة بالإسلام والمسلمين ذريعة لتخفي بها عيوبها، وعدم معالجتها للقضايا التي تهم الفرنسيين في اطار حرب الالهاء. وسعت الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا إلى إظهار المسلمين بأنهم يحملون مشروعا ضد الجمهورية الفرنسية، وتحويل العلمانية إلى أداة للتمييز ضد المسلمين. حيت أن الحكومة الفرنسية عادة ماتصنف المسلمين "بالانفصاليين"، وهي المغالطة التشويش في المفاهيم التي تستخدمها السلطات حيال الأقلية المسلمة بالبلاد. هذا ويعرف المجتمع الفرنسي توترا غير مسبوق يتغذى بشكل منتظم على قضايا ارتداء النساء للحجاب والنقاب ومساحات للنساء في المسابح أو التشكيك في بعض البرامج المدرسية التابعة للأقليات الدينية في البلاد وانتشار المساجد . http://www.alampress.info/wp-content/uploads/2020/10/dynamo_1602570181795.mp4