دعا المشاركون في لقاء دراسي نظم يوم السبت بالرباط, إلى النهوض بأوضاع الشباب المغربي على جميع المستويات, وتشجيع انخراطهم البناء والفعال في ممارسة العمل السياسي وتدبير الشأن العام المحلي. وشدد المشاركون في هذا اللقاء الدراسي, المنظم من قبل «»منتدى الشباب المغربي للألفية الثالثة»», بشراكة مع كل من مؤسسة الإيداع والتدبير والمجلس الأعلى للجالية المغربية المقيمة بالخارج و»»حركة ثلث المقاعد للنساء في أفق المناصفة»», في موضوع أية آليات لدعم مشاركة الشباب في تدبير الشأن المحلي»», على ضرورة دراسة وتحليل مشاكل الشباب والتفكير الجدي في الاستراتيجيات الكفيلة بالنهوض بأوضاعهم وتحقيق انتظاراتهم, وعلى الخصوص إرجاع الثقة لهم في العمل السياسي وتنمية الوعي السياسي لديهم. وفي كلمة له بالمناسبة, اعتبر عبد الرحيم المنار السليمي, أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط, أن الانتخابات الجماعية المقبلة المزمع إجراؤها في12 يونيو المقبل تشكل «» فرصة مواتية للشباب لترشيح أنفسهم ولم لا المشاركة في تدبير الشأن العام المحلي»», مبرزا أهمية إبرام اتفاقيات شراكة مع الجمعيات بهدف تحسيس الشباب بالمشاركة وتشجيعهم على الانخراط في العمل السياسي. وأضاف أنه يتعين إعطاء الفرصة للشباب ووضع الثقة فيهم, مؤكدا, في هذا السياق, على ضرورة تضافر جهود كافة الفاعلين السياسيين والجمعويين من أجل وضع حد «» للقطيعة القائمة»» بين الشباب والعمل السياسي. من جهتها, أبرزت خديجة الغور, مفتشة عامة بوزارة الثقافة, أن تمثيلية الشباب, الذي يتطلع دوما إلى المساهمة في الفعل السياسي وفي الهيئات المنتخبة ومراكز القرار تبقى «»ضعيفة نسبيا»», مشددة على ضرورة الإنصات لانشغالات وهموم الشباب والاستماع إلى وجهات نظرهم بخصوص القضايا الكبرى (تدبير الاقتصاد وإعادة هيكلة المشهد السياسي). وأكدت أيضا على ضرورة العمل, من خلال الميثاق الجماعي, على خلق آليات جديدة للحكامة المحلية, واعتماد مناهج وممارسات تنمي الوعي السياسي وترسخ قيم المواطنة والمشاركة الفاعلة لدى الشباب, حتى يكونوا في قلب الانشغالات العمومية. من جانبه, نوه رئيس منتدى المواطنة عبد العالي مستور, بقرار صاحب الجلالة الملك محمد السادس, القاضي بتخفيض سن الترشح إلى21 سنة, معتبرا أن من شأن هذه الالتفاتة أن «»تلهب حماس الشباب وتضعهم في قلب الحدث»». وأشار إلى أن الإرادة الواضحة لتخليق الحياة العامة, يجب أن يصاحبها تضافر جهود كل القوى الحية من فاعلين سياسيين ومجتمع مدني. وأضاف أن الانتخابات الجماعية المقبلة ستشكل محطة أساسية, لإطلاق «» الفعل المحلي»» وجعل الجماعات المحلية مؤسسات وطنية تنموية, مشيرا إلى أن مشاركة الشباب وانخراطهم الفعال فيها سيكون «»مكسبا لقوة الدولة والمقاولة والوحدة الترابية والاقتصاد الوطني»». ويروم هذا اللقاء, الذي تميز بحضور بعض المنتخبين المغاربة في عدد من البلدان الأوروبية, خلق فضاءات للتداول والنقاش حول سبل تعزيز مشاركة الشباب في أفق الانتخابات الجماعية المقبلة, وتحسيس الأحزاب السياسية والرأي العام بضرورة تعبئة الشباب للانخراط في الحياة السياسية وفسح المجال أمامهم لخوض تجربة المشاركة في تدبير الشأن المحلي.