نشرت لجنة الطيران التابعة لرابطة الدول المستقلة نتائج جديدة للتحقيق في كارثة تحطم طائرة الركاب "فلاي دبي" الإماراتية التي سقطت جنوبروسيا مؤخرا لتميط بذلك اللثام عن سبب الحادث. وجاء في بيان صدر عن لجنة الطيران المذكورة الجمعة 8 أبريل، أن النتائج الأولية لتحليل محتويات الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة، تؤكد أن الهبوط بها تم يدويا، أي بعد فصل الطيار الآلي ليتحكم القبطان بها. وأشار البيان إلى أن الهبوط تزامن مع ظروف جوية صعبة، وسط تكدّس للغيوم على ارتفاع 639 مترا فقط، فيما تراوحت سرعة الريح بين 13 و18 مترا في الثانية، وكانت تهب بزاوية 230 درجة، فضلا عن المطر الغزير والضباب الكثيف. وحسب نتائج التحقيق، سجلت أجهزة الطائرة لرصد الظروف الجوية خلال محاولة الهبوط الأولى، تغيرا مفاجئا في شدة واتجاه الريح، ما دفع بالطاقم إلى الكف عن الهبوط، ومواصلة الالتفاف فوق المطار حتى تحسن الظروف الجوية. ولدى محاولة الهبوط الثانية، التي كانت تجرى بالنظام اليدوي بمعزل عن الطيار الآلي، قرر الطاقم مجددا الكف عن الهبوط ومعاودة التحليق، وذلك عندما كانت الطائرة على ارتفاع 220 مترا وعلى مسافة قرابة 4 كيلومترات من المدرج. وفي أعقاب هذه المحاولة، عاودت الطائرة الارتفاع، حتى وقع حادث طارئ على متنها وهي على ارتفاع 900 متر. فبالتزامن مع سحب قبطان الطائرة مقودها نحوه بقصد الارتفاع بها، حصل تغير حاد في وضع الرافع الموازن للطائرة، مما أدى إلى ارتفاع مقدمتها بزاوية حادة خلص إلى تهاويها وهبوطها بشكل حر في ظل عجز الطاقم التام عن التحكم بها لترتطم بالأرض وتقضي على جميع من كانوا على متنها. وجاء في البيان أن الخطوات التي أقدم عليها الطاقم لإنقاذ الطائرة ومعاودة التحليق بها، لم تمنعها من الاستمرار في الهبوط، إذ كانت تسقط بسرعة بلغت 600 كيلومتر في الساعة. وأكدت اللجنة في البيان، أنها ستواصل بذل الجهود اللازمة لتحديد كافة ملابسات الحادث، وتقييم تناسب خطوات طاقم الطائرة مع الوضع الذي واجهه، فيما تتعاون بشكل مستمر مع طيارين وخبراء في اختبار طائرات من روسيا والولايات المتحدة والإمارات. وفي تقرير سابق لها، أكدت اللجنة أن أجهزة الطائرة كانت صالحة تماما وقت إقلاعها من مطار دبي، وأن بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة لم تكشف عن أي خلل وقع أثناء التحليق. يذكر أن طائرة "فلاي دبي" كانت قد تحطمت في محيط مطار مدينة روستوف على الدون الروسية السبت 19 مارس في الساعة 03.41 بتوقيت موسكو وأزهقت أرواح جميع الركاب ال55 وأفراد الطاقم ال7، حيث فشلت الطائرة من الهبوط خلال محاولتها الأولى، وتحطمت أثناء المحاولة الثانية.