استقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بعد ظهر يوم السبت وفدا مغربيا وازنا برئاسة وزير الخارجية صلاح الدين مزوار لبحث العلاقات الثنائية التي تشهد برودة على خلفية ملفات متعددة. وقالت وكالة الأنباء الموريتانية ان اللقاء الذي جرى بحضور كل من الجنرال بو شعيب عروب المفتش العام للقوات المسلحة الملكية, قائد المنطقة الجنوبية والسيد محمد ياسين المنصوري مدير الإدارة العامة للمستندات والتوثيق في المملكة فضلا عن سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا عبد الرحمن بنعمر عن الجانب المغربي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون، ومدير ديوان رئيس الجمهورية السيد أحمد ولد باهيه، والعقيد محمد فال ولد امعييف المدير العام للأمن الخارجي والتوثيق عن الجانب الموريتاني قد تناول العلاقات الأخوية القائمة بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها. وبالنظر الى طبيعة الوفدين المغربي والموريتاني الأمنية فإن المرجح أن النقاش انصب أساسا على قضايا التعاون الأمني بين البلدين الجارين لمكافحة الإرهاب وهو القطاع الذي يشهد منذ سنتين على الأقل تنسيقا مكثفا في ظل أزمة دبلوماسية صامتة تفاقمت مع امتناع نواكشوط منذ أربع سنوات عن تعيين ممثل لها بسفارتها بالرباط التي تم تخفيض تمثيليتها الى حدود دنيا لا تعكس متانة العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين. وتعد زيارة مزوار الى نواكشوط الثانية من نوعها بعد سابقتها التي جرت في أكتوبر من السنة الماضية وفشل خلالها في إذابة التوتر الذي يطبع علاقات البلدين حيث تتهم نواكشوطالرباط باحتضان معارضين لنظام ولد عبد العزيز في حين تؤاخذ الرباط على جارتها الجنوبية بالتودد لجبهة الانفصاليين. ويبدو أن البرودة التي تطبع علاقات نواكشوط بالجزائر على خلفية تضارب وجهات نظر البلدين في تدبير التحالفات الإقليمية قد حفزت الحكومة المغربية لإعادة طرق باب الرئيس الموريتاني أملا في ترميم جسر الود والتفاهم المهتز بين البلدين الجارين خاصة بعد قيام الرئيس ولد عبد العزيز بمهاتفة زعيم الانفصاليين بالتزامن مع زيارة جلالة الملك لعاصمة الأقاليم الجنوبية للمملكة بمناسبة الذكرى ال40 للمسيرة الخضراء وهي الخطوة التي لم ترق للمغرب خاصة بعد فشل ترتيبات لقاء كان من المفترض أن يجمع قائدي البلدين على هامش قمة الهند / إفريقيا الملتئمة نهاية شهر أكتوبر .