نظم أعضاء المجلس الوطني للنقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر ، وقفة احتجاجية أمام مقر كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء ، يوم الأحد الماضي ، بعد منع مجلسهم الوطني من الانعقاد بأحد قاعات الكلية بتعليمات شفوية من وزير الصحة . وذكر بلاغ للنقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر ، أنه لم يتم السماح يوم الأحد الماضي 4 أكتوبر ، لأعضاء المجلس الوطني للنقابة الذين يمثلون زملاءهم الأطباء بجميع جهات المغرب ، لولوج قاعة الأطروحات بمقر كلية الطب والصيدلة بالدارالبيضاء ،قصد حضور اجتماع المجلس الوطني للنقابة. وأوضح البلاغ ، أن عميد كلية الطب و الصيدلة بالدار البيضاء ، رفض ولوج أعضاء المجلس الوطني للنقابة الى قاعة الكلية ، بدون إشعار مسبق ، و وضع الحراس على الباب ، على الرغم من تقديم النقابة لطلب استعمال القاعة يوم 16 شتنبر 2015 . و تساءل البلاغ عن من أعطى الأوامر لعميد كلية الطب بمنع التجمع ، علما بأن النقابة ، هي شريك في منظومة القطاع الصحي ، واعتادت على استعمال قاعة كلية الطب في اجتماعاتها الموسعة ، يوم السبت أو الأحد في عهد عدة وزراء صحة سابقين ، ويشهد على ذلك الوزير الحالي نفسه عندما كان عميدا لكلية الطب بالدارالبيضاء ، ولم يسبق له هو نفسه أن تلقى أي قرار شفوي أو مكتوب بالمنع من طرف أي وزير للصحة . واعتبر ذات البلاغ ، ان أسلوب المنع ، ليس له أي مبرر إلا التضييق على الحريات النقابية والوقوف ضد ممارسة حق دستوري كفله الدستور ، والانتقام من مواقف النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر بخصوص انتقادها لسياسة وزير الصحة التي تسيء إلى قطاع الصحة عموما . والجدير بالذكر ، أن النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، كانت قد وجهت انتقادات حادة لوزير الصحة الحالي ، معتبرة إياه يقوم بنهج سياسة تقوم على تحريض المواطنين ضد الأطباء ، من خلال التشنيع بأطباء القطاع الخاص و التذرع بعدم تواجدهم بالمناطق النائية ، وفي نفس الوقت تحميله لمسؤولية أوضاع المستشفيات المزرية إلى أطباء القطاع العام ، وذلك بهدف جعل صحة المواطنين بضاعة للمتاجرة ، و تفويت قطاع الصحة للمستثمرين. واعتبر بلاغ سابق للنقابة ، أن " سياسة " وزير الصحة تسعى لتخريب القطاع العمومي والخاص و التعليم العمومي والتضييق على الأُطر من اجل خدمة لوبيات المستثمرين في قطاع الصحة و التعليم ، بدليل وجود الترسانة القانونية التي قام وزير الصحة بتمريرها رغم رفض كل الفاعلين في القطاع . ورفضت النقابة ، مشروع قانون الخدمة الإجبارية للطلبة الأطباء الخريجين ، شكلا و مضمونا و عبر عن التضامن اللامشروط لأطباء القطاع الحر مع طلبة كلية الطب كما اعتبرت مشروع قانون الخدمة الإجبارية ، مشروعا يهدف الى عرض الأطباء للبطالة التي ستؤدي بهم الى الهشاشة دون اي آفاق ترسيم و استقرار ، كما ان مصير هؤلاء الأطباء الخريجين الجدد سيكون حتما هو الشغل عند المستثمرين في قطاع الصحة ، كيد عاملة ، في الوقت الذي لا يمس فيه المشروع طلبة كلية الطب الخاصة . وكان نفس المصدر ، قد أشار إلى أن الوزارة تنهج خطابا مزدوجا ومختلا ، فمن جهة تدعي خصاصا مهولا في الأُطر الطبية ، ومن جهة أخرى ترفض توظيف الأطباء و تخطط لاستغلالهم لمدة سنتين ، دون سائر خريجي الجامعات والمعاهد العليا ، ضاربة بعرض الحائط حق المساواة الذي يكفله الدستور . كما طالبت النقابة من وزير الصحة بالتراجع عن دعمه لاحتكار قطاع الصحة من طرف اللوبيات المتوحشة ضد مصلحة المواطنين والمصلحة العامة.