صدر أخيرا للإعلامي محمد الغيداني، كتاب بعنوان "للإذاعة المغربية أعلام"، في حجم متوسط ، حيث صرح ل "العلم" أن هذا الكتاب يعتبر أول وثيقة تؤرخ لمسار الاذاعة المغربية ،التي استطاعت منذ البث الأول أي قبل ما يزيد على 86 سنة ، أن تكون مصدر معلومات قوية لتعبئة التغيير الاجتماعي، ونقطة مركزية لحياة المجتمع، ومن بين وسائل الإعلام التي تصل إلى الجمهور على أوسع نطاق في العالم، في عصر التقنيات الجديدة. وأضاف أن الكتاب، يشكل أول بادرة تهتم بالعنصر البشري الذي تحمل عبئ العمل الاذاعي، موضح ا"فإن الموارد البشرية في الإذاعة هي بالدرجة الأولى طاقات ذهنية و قدرات فكرية و مصدر للمعلومات و الاقتراحات و الابتكارات ، وعنصر فاعل قادر على المشاركة الايجابية بالفكر و الرأي". و أردف أن هذه الوثيقة, قدمت بورتريهات لمجموعة إذاعيين، تحمل معلومات تاريخية ميزت مسارهم من جهة ومسار الإعلام المسموع من جهة أخرى ، فمثلا الراحل محمد المريني أول مذيع مغربي عمل براديو ماروك سنة 1933 ، يحكي عن أول عملية لنقل مراسيم الحج في رحلة أطلق عليها آنذاك الرحلة الحجازية فيقول أنه توجه الى الديار المقدسة لتسجيل أحاديث ولقاءات مع الحجاج المغاربة ، طوال رحلتهم على ظهر الباخرة أو أثناء إقامتهم في الديار المقدسة لأداء فريضة الحج. وأضاف أن الكتاب أيضا وثيقة مهمة للمهتمين والدارسين لمعرفة بعض الرموز الذين فتحت لهم الاذاعة أبواب النجومية ، ليلتحقوا للعمل بمجالات أخرى فمثلا, قبل ان يلتحق للعمل الدبلوماسي ، كانت للراحل محمد التازي عطاءات متميزة في العمل الاذاعي ، حيث اشتغل في الاذاعة في بداية الاستقلال، ويقول التازي وهو يسترجع ذكرياته مع الاذاعة ، " أنها كانت فترة ثرية وغنية ساهمت في استكمال جزء من تكوينه الثقافي في تلك الحقبة من الزمن . وتضمن الكتاب معلومات ونماذج للبرامج التفاعلية ولروادها الذين كان لهم الأثر الكبير في ارساء معالم هذا الاعلام انطلاقا من أواسط السبعينيات ، ومن أبرزهم الاعلامي محمد بنعبد السلام الذي يعتبر مدرسة طبعت مسيرة الاعلام الوطني ، فهو مؤسس إعلام القرب بالمغرب أعطى الانطلاقة للبرامج المباشرة بالإذاعة المغربية وأتاح الفرصة للمستمعين لإسماع صوتهم ومناقشة المواضيع المقترحة على أمواج الأثير ومن البرامج المباشرة والتفاعلية التي اعدها نذكر" قافلة التنمية وقطار التنمية" و"الحومة الأحد لكم" "ريحة البلاد" استجوابات خيالية ليالي رمضان" . وأوضح أن القارئ يتعرف ضمن بورتري محمد المفضل الصنهاجي ، على مدد بث الاذاعة قديما ، وفي هذا الاطار يقول أن الاذاعة قبل 1942 ، كانت تبث برامجها لمدة ساعتين في اليوم ، أما بعد هذا التاريخ ، فقد تطور الارسال بإضافة الفترة الصباحية التي تمتد من السادسة وخمسة وأربعين دقيقة إلى التاسعة ، وفترة زوالية تمتد من منتصف النهار الى الثالثة ، وفترة مسائية من السادسة والنصف الى منتصف الليل .