حين طلب إلى دولوز تفسير غياب كتابة فلسفية عن السينما أو فيها، أجاب بأنّ ذلك قد يكون راجعا لواقعة أنّ الفلسفة كانت لحظة ولادة الفنّ السينمائي منشغلة من جهتها "بوضع الحركة في الفكر مثل ما أنّ السينما كانت تضعها في الصورة". بين الفلسفة والسينما إذن، كما بين الفلسفة والعلوم أو بين الفلسفة والفنون أو بين الفنون فيما بينها أو بين العلوم والفنون، ثمّة دوما استقلالية في العناصر والأدوات والتقنيات. ولكن ثمّة أيضا تصاوتات. "إنّ الصلة بين الفلسفة والسينما هي من صلة الصورة بالمفهوم. لكن هناك في المفهوم ذاته صلة بالصورة كما أنّ في الصورة صلة بالمفهوم: مثلا لقد أرادت السينما دوما صورة للفكر وميكانيزمات للتفكير. وليست بسبب ذلك مجرّدة بل العكس هو الصحيح»