يقول المثل الشعبي أن الفقيه لا يحتاج أن يشتري الحمار لأنه حتماً سيلده .. وولد الفقيه عندنا إبن الفقيه بامتياز ، فقد ترعرع في أحد الدواوير المجاورة للمدينة قبل أن يتم شحنه إلى سوق أمحيريش لأجل عرضه في رحبة الحمير ، ليتم شرائه من طرف والي المدينة آنذاك ويلبسه حلاسة المخزن لأجل الدخول به في سباق الإنتخابات لتمثيل الأمة في إسطبلاتها ، وكان له ذلك فتعلم النهيق وأحسنه وأجاد الركل مع الرفس ، وبما أنه أنتخب على رأس مجالس الحمير فقد قدره معشر الحمير وقدموه في كل شيء ويسروا له أي شيء فكان لوالي المخزن ما أراد، بعد أن فاز حماره بكل السباقات الإنتخابية القصيرة منها والمتوسطة وظفر برئاسة كل إسطبلات المدينة وزرائبها المحلية بعد أن شاخ الحمار الأسود العتيد ولم يعد له أي صيت في المدينة .. لتمكنه من الإستحواذ على كل مراعيها ليزعرط فيها كما يشاء. وفي سبيل أن يسرح ويمرح في مراعي العامة .. ويخلد في إسطبلات الأمة .. لم يتوانى مرة في استعمال تركة الفقيه .. من أعمال السحر والشعوذة ؛ فكل مسؤول أو معارض شريف تطأ قدمه عتبة الإسطبل القصر بباب العزيزية .. يتحول إلى أرنب وديع وعبد مطيع .. بعد شربه لكأس شاي مخدوم .. ويأكل من طعام شارك في إعداده مجموعة من الطباخين بتعاون مع فريق من السحرة المشعوذين المحليين منهم والمحترفين. فحمارنا هذا جلب لفريق المشعوذين عناصر من دول جنوب الصحراء لتطعيم تشكيلته من السحرة والمشعوذين للزيادة في النجاعة الدفاعية والهجومية ، حيث يلحظ المارة تربصات الفريق قبل كل آذان صلاة المغرب في الملعب الإسطبل من خلال تصاعد الأبخرة ورش العتبات والجنبات. كما لا يخفى على الجميع أن حمارنا هذا غنم ثروة من وراء تهريب براميل المازوت .. وبأموالها إشترى له الإسطبل القصر وحشد له العبيد من القرود الزعاطيط فاستفرد بسلطة القرار في المدينة، وأسس له معارف على ظهر والي المخزن لا كبر الله به لعبور الحدود وتطوير تجارته لتشمل كل ما يتعلق بالتهريب. وبما أنه خبر مجالات الحدود وأصبح لا يضاهيه نظير .. فقد تم تتويجه الممثل الرسمي لإسطبلات الحمير من الشمال إلى الجنوب بالمحافل الدولية للدفاع عن حدود الأمة. فاسمحوا لي بأن أقدم إعتذاري للفقهاء الشرفاء فلا ذنب لكم إذا ابتلاكم الله بهكذا مصيبة .. واعتذاري لك أيها الحمار فأنت أشرف من أن نشبهكك بابن الفقيه المحتال .. الفاسد المفسد ناهب مال المسلمين.