انتخاب المغرب على رأس المنتدى الدائم للغرف المهنية الإفريقية والفرنكفونية يؤكد على أهمية دوره في التعاون جنوب-جنوب على هامش انعقاد الدورة الرابعة والثلاثين للجمعية العامة للمنتدى الدائم للغرف المهنية الإفريقية والفرنكفونية المنعقدة بالرباط التقت العلم مدير غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط منجي زنيبر وأجرت معه الحوار التالي: س: ما هي الأهداف التي تروم الدورة تحقيقها وكذا أهداف المنظمة الإفريقية الفرنكفونية في إطار التحولات العالمية المتسارعة. ج: يمكن القول بأن الهدف الأول لهذه الدورة هو انتخاب رئيس جديد للمنتدى للفترة الانتدابية 2009-2011، ومكتب جديد، بعدما كان يرأسها رئيس الاتحاد الوطني لغرف التجارة والصناعة والفلاحة بالسينغال السيد لامين نيانغ، هذا على المستوى التنظيمي، أما على مستوى مرامي المنتدى فإنه يسعى إلى تقوية قدرات الهيئات الوسطية الإفريقية من أجل أن تصبح نموذجا ومحركا للحكامة الاقتصادية الجيدة، وتساهم في وضع استراتيجية دائمة لدعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتسهيل الولوج لخدمات الدعم لفائدة المقاولات الصغرى والمتوسطة الإفريقية، ومواكبة الهيئات الوسيطة بشكل ينمي الشركات الاقتصادية وينعشها، والتعاون في مجال نقل التكنولوجيا وتبادل الخبرات العلمية بين الدول المنضوية تحت لواء المنتدى. س: إلى أي حد يمكن القول بأن الاهتمام المغربي الإفريقي في تزايد مستمر؟ ج: يمكن الإشارة إلى أن التعاون المغربي كان دائما حاضرا وقويا ويعزز ذلك العلاقات التاريخية التي تجمع المغرب مع عدة دول افريقية، وهو بذلك يعتمد خيارا إستراتيجييا لمبدأ التعاون جنوب - جنوب، ينسجم مع هوية المغرب الثقافية والاقتصادية، بحيث يعتبر المغرب أحد أهم الدول المساهمة في تنشيط الاندماج الإفريقي داخل عدد من المنتديات ومنها المنتدى الإفريقي الفرانكفوني. س: ما مدى إحساس الدول الأفريقية بأهمية الدور المغربي كوسيط في الاندماج الإفريقي؟ ج: لا يمكننا أن ننسى أهمية المغرب وفعاليته على المستوى الإفريقي، بحيث كان دوما نشيطا اقتصاديا في العمق الإفريقي، وأن إحساس الدول الإفريقية بالدور المغربي ذلك تعززه عدة مبادرات ملكية أعلن عن جلالة الملك، إضافة إلى موقع المغرب الاستراتيجي القريب من أوربا وقوته الدبلوماسيه في عدة بلدان وداخل هيئة الأممالمتحدة، ذلك كله يجعل عددا من البلدان الإفريقية تشعر بأهمية الرهان على جدية الدور المغربي في وساطة متكافئة بين دول الشمال والجنوب، وعلى محورية جهوده أيضا في التعاون جنوب - جنوب. س: كيف يمكن لصفة الوضع المتقدم التي حصل عليها المغرب مع الاتحاد الأوربي تعزيز أهمية الدور المغربي في تنشيط الاندماج الإفريقي؟ ج: أعتقد أن الوضعية الحالية للمغرب على الصعيد الأوربي تؤكد قوة وجدية المسار القويم لاختيارات المغرب في كل الاصلاحات التي باشرها سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وهي التي تمنح المغرب الآن حضورا وازنا ونموذجا لمنهجية اصلاحية ديموقراطية وتنموية محلية، حيث يشكل حصول المغرب على وضع متقدم مع الاتحاد الأوربي مصداقية أقوى للدبلوماسية الاقتصادية المغربية ووساطتها الفعالة في الحوار والتعاون جنوب - جنوب، بحيث يشارك المغرب بقوة في التنمية المحلية للدول الإفريقية، وخاصة على مستوى القطاعات الكبرى، كالاستثمار في قطاع الماء والنقل الجوي والاتصالات، والصحة...، ومن خلال فتح مؤسساته التعليمية لطلبة الدول الإفريقية ومنحهم منحا دراسية تشمل 99 في المائة من الطلبة... س: كيف كانت نتائج هذا المنتدى؟ ج: لقد توجت أشغال المنتدى بانتخاب عمر الدراجي رئيسا للمؤتمر الدائم للغرف القنصلية الإفريقية والفرنكوفونية بالإجماع لولاية انتدابية تمتد من 2009 إلى 2011، وهو أمر مهم بالنسبة للمغرب حيث ينتخب لأول مرة رئيس مغربي على رأس هذه المنظمة الوازنة اقتصاديا وسياسيا، ولا شك أن ذلك يدل على العلاقات المغربية الإفريقية القوية والممتازة.