أشرت النتائج الأولية للانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس الأحد بالجمهورية التونسية عن حدوث زلزال عنيف في المشهد السياسي في هذا القطر الديموقراطي الصاعد، حيث أكدت هذه النتائج عن إلحاق هزيمة كبيرة بالثالوث الذي حكم تونس خلال المرحلة الانتقالية والذي كان يضم أحزاب النهضة الذي يرأسه راشد الغنوشي وهو الحزب الذي أمسك بالسلطة التنفيذية التي خولت له صلاحيات تنفيذية كبيرة وحزب التكتل الذي يرأسه مصطفى بنجعفر الذي حاز على جزء من كعكة المرحلة الانتقالية بأن يرأس المجلس التشريعي التأسيسي، وحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي كان يرأسه المنصف المرزوقي الذي حاز منصب رئاسة الجمهورية بدون صلاحيات حقيقية. النتائج الأولية لهذه الانتخابات إلى حدود منتصف زوال أمس وحسب مصادر تونسية اتصلت بها جريدة «العلم» أعطت الرتبة الأولى لحزب نداء تونس الذي يرأسه السيد الباجي قايد السبسي بفارق كبير جدا عن حزب النهضة الاسلامي، حيث أفادت هذه المصادر أن حزب نداء تونس قد يكون حصل على أكثر من 80 مقعدا من أصل 217 مقعدا بنسبة فاقت 38 بالمائة، بيد أن حزب النهضة قد لا يكون قد تجاوز 67 مقعدا أي بنسبة تقل عن 27 بالمائة، بينما أن حزب الحركة الشعبية قد يكون حصل على عشرة مقاعد، في حين أن حزب رئيس الجمهورية الاتحاد من أجل الجمهورية وحزب رئيس المجلس التشريعي التأسيسي حزب التكتل قد يكونان حصلا على أقل من خمسة مقاعد لكل واحد منهما وبالتالي قد يكونان اندثرا تماما من الخريطة السياسية. رئيس حزب النهضة الذي بدا مذهولا ومصدوما لهذه النتائج دعا أنصاره إلى التريث في تصريح صحافي غير مفهوم ورأى فيه بعض الملاحظين أنه يحمل تهديدا مبطنا. ويذكر أن حزب نداء تونس الذي تؤشر نتائج الانتخابات عن فوزه، يرأسه السيد الباجي قايد السبسي الذي قاد تونس خلال أصعب مراحل الفترة الانتقالية والتي أوصلت الثالوث الحاكم إلى مناصب الحكم وتنحى بعد ذلك ليؤسس حزبا جديدا انضمت إليه شخصيات ذات تأثير اقتصادي وشعبي كبير، ومناضلين حقوقيين ونقابيين مرموقين مما أعطى للحزب بريقا كبيرا وشعبية، ورغم الانتقادات التي وجهها أعضاء حزب النهضة إليه من خلال القول بأنه ينتمي إلى فلول الماضي لأنه شغل مناصب وزارية في عهد الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وتغافلوا أنهم قبلوا به حينما أوصلهم إلى سدة الحكم