انطلقت، مساء اليوم الجمعة بطنجة، فعاليات اللقاء الذي تنظمه على مدى يومين جمعية نقاد السينما بالمغرب حول التجربة السينمائية للمخرج نبيل عيوش. وينعقد اللقاء، الذي يتناول بالتحليل النقدي المسار الإبداعي لنبيل عيوش كمخرج ذي بصمة خاصة في الحقل السينمائي الوطني، تحت عنوان "في البحث عن تعبير" كإحالة على مسعى نبيل عيوش المتواصل لتجديد أدواته التعبيرية والجمالية. وأبرز رئيس الجمعية، خليل الدمون، في افتتاح هذا اللقاء، أن نبيل عيوش من المخرجين الذين يعملون بحرفية وانتظام منذ فيلمه مكتوب 2007، حيث كون متنا سينمائيا يستحق الدراسة والنقاش النقدي الرصين. واعتبر الناقد حمادي كيروم، في شهادة "من القلب"، أن نبيل، الشاب ذي الهوية المزدوجة، وجد نفسه أو أعاد اكتشافها في بعدها المغربي، خلال رحلته لإنجاز فيلمه الطويل الأول "مكتوب"، مسجلا أن نبيل عيوش، المخرج المغربي، ذي النشأة الفرنسية، هو واحد من الشباب الذين يمتلكون الجرأة على القبض بصريا على اللحظات القوية في حياة المغرب، وصياغتها في أعمال فنية حقيقية. نبيل عيوش أقر أنه لم يكن يشعر بمغربيته، التي يعيشها اليوم، وهو الذي ترعرع في أجواء باريس غريبا عن لغة البلاد وأنماط عيشها الى غاية منتصف التسعينيات، ولم يتسن له ذلك الا من خلال السينما .."التي كانت أداتي لإعادة اكتشاف جزء من هويتي الشخصية، فعن طريقها اكتشفت المغرب العميق وعانقت الناس الحقيقيين". وذكر بأن هذا المسار بدأ منذ حضوره الى طنجة بأولى أفلامه القصيرة عام 1995. ومن جهة أخرى، لم يخف عيوش حقيقة وجود "علاقة باردة" عموما مع المشهد النقدي والإعلامي الوطني، لكنه أبدى سعادته بانتهاز هذه الفرصة في التفاعل مع النقاد من أجل "الذهاب الى عمق الأشياء"، وربما "تحقيق المصالحة الكبرى" كما علق مازحا. وتتوزع فعاليات الدورة العاشرة لهذا الملتقى السنوي "سينمائيون ونقاد"، الذي انعقد في دورته الاولى عام 1996 بزاكورة، على جلستين علميتين، تنشط أعمالهما نخبة من النقاد والباحثين في الخطاب السينمائي. ومن المحاور المبرمجة في هذا اللقاء، "الخطاب المخفي في أفلام نبيل عيوش" لعبد اللطيف محفوظ، و"أسئلة الذات والهوية في فيلموغرافية نبيل عيوش" لعادل السمار، و"هوية الفيلم القصير لدى نبيل عيوش" لمحمد اشويكة، و"أطفال الهامش، أطفال في الهامش" لرولان كاري. كما يعرض بموازاة المداخلات النقدية والمناقشات، فيلما "يا خيل الله" و "أرضي" (2012) اللذين يمثلان منعطفين نوعيين في تجربة نبيل عيوش.