هي فعلا سابقة في تاريخ العلاقات المغربية البريطانية ، و صفحة جديدة في العلاقات الاقتصادية المغربية - البريطانية كما وصفها المشرفون على تأطير هذا الحدث الإستثنائي وذلك بعد مرور مايقرب من تسعين سنة على تواجد غرفة التجارة البريطانية بالمغرب منذ فترة الاستعمار الفرنسي. فقد أشرف سفير المملكة المتحدة بالمغرب السيد كلايف ألدرتون ، بالدارالبيضاء على التوقيع يوم الأربعاء الماضي على اتفاقية شراكة بين غرفة التجارة البريطانية بالمغرب ممثلة في رئيسها السيد محمد الريحاني و هيئة التجارة والاستثمار البريطانية. ويأتي توقيع هذه الإتفاقية ، بعد سنتان من إعلان رئيس الحكومة البريطاني ديفيد كاميرون عن أن المغرب أضحى يعتبر من بين البلدان التي تود المملكة المتحدة تعزيز وجودها بها. ويهدف هذا المشروع الذي تم إطلاقه تحت تسمية "مبادرة شبكات الأعمال بالخارج للمغرب (OBNi)" إلى الرفع من مستوى التبادل التجاري بين البلدين . ووصف السفير البريطاني في المغرب السيد كلايف ألدرتون ، هذه الاتفاقية ، بكونها شراكة متجددة ستمكن من تعميق العلاقات الإقتصادية على مستوى الإستثمار البريطاني بالمغرب ،لخلق مناصب شغل جديدة وتحقيق النمو.. ويذكر ، أن الإطار القانوني للعلاقات الاقتصادية البريطانية المغربية تحكمه اتفاقيات المغرب مع الإتحاد الأوروبي والإتفاقيات الموقعة بشكل ثنائي . وبخصوص العلاقة التجارية بين البلدين ، تحتل بريطانيا الرتبة الثامنة كزبون للمغرب ، و الرتبة 13 كممون ، والرتبة الثالثة في عدد السياح الزائرين للمغرب ، وذلك حسب احصائيات مكتب الصرف . وقد عرفت الواردات البريطانية ارتفاعا في السنوات الخمس الماضية ، حيث قفزت من 4,8 مليار درهم في سنة 2009 إلى 8,5 مليار درهم في سنة 2013 ، بينما عرفت الصادرات المغربية انخفاضا في سنة 2013 مقارنة مع سنة 2012 ، حيث تراجعت من 5,4 مليار درهم إلى 4,9 مليار درهم . ويستورد المغرب من انجلترا الغاز والبترول والمحروقات والأدوية والمواد الكيماوية والسيارات السياحية ، بينما يصدر إلى بريطانيا الأسمدة الكيماوية ومصبرات السمك والملابس الجاهزة والخيوط والأسلاك.. ومما لا شك فيه ، سوف يكون تأثير هذه الاتفاقية إيجابيا جدا على مشروع القطب المالي للدارالبيضاء ، وعلى الإستثمار في المغرب وإفريقيا.