تتناسل الروايات والحكايات، ونميمة المقاهي بطنجة وتطوان، حول دوافع وملابسات قضية اعتراض ضابط شرطة وصحبه، المواطن العراقي الحامل للجنسية الهولاندية، والاعتداء عليه بالضرب، وإخضاع سيارته لتفتيش دقيق بحثاً عن كمية كبيرة من الأموال، وتركه في حالة خطيرة في الطريق السيار بين تطوان والفنيدق... خبر الواقعة في البداية، تم اعتبارها وهمية ومختلفة، غير أن الجهات الأمنية المختصة، ومنها الدرك الملكي بالمنطقة، تعامل معها بحذر كبير، لكن الموضوع تطور، لتدخل على الخط، الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بعدما ظهرت عناصر جديدة، تم ربطها بالإرهاب المحتمل، وتصفية الحسابات المافيوزية، خاصة وأنها تزامنت تقريبا، مع حادث إطلاق النار على واحد من أكبر بارونات تهريب المخدرات المدعو (النيني)، علما بأن المسافة بين واقعة شاطئ مارينا سمير، وواقعة مقطع الطريق السيار متقاربة، وفي نفس النفوذ الترابي..! وحسب ما تسرب من معلومات شحيحة، فإن المحققين، يستمعون لكل مشبوه، أو قريب من محيط الواقعة، أو من له علاقة بالشاكي، والمعتقلين، وحتى الجيران، ومن اكترى السكن للمتورطين المتحملين، وأن التحريات تجري في تطوان، والفنيدق، وطنجة، حتى سبتة السليبة من خلال الاستعلامات والمخابرات الخارجية، دون أن ننسى أن هناك لجنة للربط والتخابر الأمني بين المغرب وإسبانيا يشارك فيها من الجانب المغربي الأمن الوطني والدرك الملكي، ومن الجانب الإسباني، الشرطة الوطنية والحرس المدني، ولهما مركزان لتبادل المعلومات، في كل من الميناء المتوسطي والجزيرة الخضراء. وحسب نفس مصادر المعلومات الشحيحة، فإن المحققين فتحوا الملفات الغامضة المتعلقة بجرائم التصفية الجسدية باستعمال السلاح الناري، والسطو المسلح على سيارة نقل الأموال، والاستحواذ على ما بداخلها من أكياس مالية، قدرت بمبلغ 750 مليون سنتيم) ومبالغ مالية كبيرة بالعملة الصعبة.. وأن من تم استنطاقهم واستفسارهم بشكل أو بآخر، تم إخضاعهم لأسئلة لها علاقة بهذه العمليات وخاصة منها، سرقة (750 مليون سنتيم% والمبالغ المالية الأخرى من العملة الصعبة. ملاحظة أساسية، هي أننا مسبقا، لا نشير بأصابع الاتهام لأحد بعينه، وليس من حقنا إدانة هذا، وتبرئة ذاك، بل مهمتنا هو اطلاع الرأي العام على ما يشغل باله أمنيا، وهو ما نحاول إعلاميا، القيام به قدر المستطاع.