حلت الثلاثاء الماضي بالعاصمة الجزائرية وفود عدد من الحركات الازوادية ، من أجل عقد لقاء تشاوري فيما بينها، قبل الدخول في مشاورات أوسع ترعاها الحكومة الجزائرية كوسيطة بين الحركات التي تطالب باستقلال الشمال المالي و حكومة باماكو المركزية . اللقاء الذي يندرج ظاهريا ضمن جهود الوساطة الحبية التي تبذلها السلطات الجزائرية لاحتواء جزء من أزمة منطقة الأزواد و الطوارق بالشمال المالي و بجنوب الجزائر عالج سريا حسب مصادر متواترة قضايا أخرى تهم تعبئة الحركات السلفية النشيطة بمالي و في مقدمتها حركة أنصار الدين التي يقودها الزعيم الطوارقي إياد أغ غالي المقرب من الجزائر و محمود أغ غالي رئيس المكتب السياسي لحركة تحرير أزواد لمواجهة مساعي المملكة في تثبيث حضورها الروحي بمالي من خلال المبادرة الملكية بتكوين 500 إمام مالي بالمغرب حل الفوج الأول منهم بالرباط قبل شهرين . و تفيد تقارير صحفية مالية أن مجموعات سلفية و هابية لم تكشف عن هويتها إعترضت على مبادرة المغرب و إعتبرتها تمييزية و تسعى الى تركيز التيار الملكي الصوفي بمالي وتهمش في نفس الوقت التيارات الاسلامية الأخرى و من ضمنها الحركات السلفية و الوهابية التي تنشط بمناطق واسعة بالشمال المالي و تبث في أكثر من مناسبة أن الجزائر إخترقتها ووظفتها في مهام مسيئة بطريقة مباشرة لصورة الرباط . في نونبر الماضي إعتبرت صحف جزائرية مقربة من الجنرالات أن إقدام المغرب على توقيع اتفاقية مع دولة مالي تهدف إلى تكوين 500 إمام مالي، يعد "استراتيجية دينية" موجهة ضد الجزائر بهدف التموقع بمنطقة الساحل و شجعت ممثلي طرق صوفية و زوايا على الضغط على وزارة الشؤون الدينية لتخصيص برنامج تكويني موازي للبرنامج المغربي لرجال الدين الماليين . قبل ذلك و بيوليوز 2012 ستتواتر معلومات شبه مؤكدة من أن المخابرات العسكرية الجزائرية هي من حركت و مولت مجموعات من حركة أنصار الدين التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة لهدم و تخريب عشرات ألأضرحة و المزارات الصوفية بتمبوكتو و المصنفة ضمن التراث العالمي و التي تعد صلة وصل روحية بين أتباع الزوايا الصوفية بمالي و شيوخها التاريخيين بالمغرب . و الأخطر من ذلك أن مصادر أزوادية تفيد بأن عملية إختطاف قنصل الجزائر بغاو شمال مالي بمعية ستة من طاقم القنصلية شهر ابريل من السنة ما قبل الماضية ماهي إلا مسرحية مفبركة نسجت خيوطها المخابرات العسكرية الجزائرية للتغطية على مهام تجسس قذرة كان الديبلوماسي الجزائري يقوم بها لفائدة المخابرات و تتصل بنشاطات لصالح خلايا إرهابية متورطة في نشاط تهريب المخدرات و السلاح و إختطاف السياح بالساحل .