نشرت منظمة«والك فري»، وهي منظمة غير حكومية تدعمها هيلاري كلينتون وبيل غيتس، مؤخرا تقريرا حول «المؤشر العالمي للعبودية»، أكدت فيه أن حوالي 8.29 مليون شخص مستعبدون في العالم، 76 بالمائة منهم متمركزون في عشر بلدان هي الصين والهند وباكستان ونيجيريا وأثيوبيا وروسيا وتايلندا والكونغو الديمقراطية وبورما وبنغلاديش. ورصد التقرير الذي صنف المغرب في المرتبة ال 93 وشمل 162 دولة، مظاهر تتعلق بالاتجار في البشر، والزواج القسري للقاصرات، وإجبار النساء والفتيات على الخدمة المنزلية أوالدعارة، استنادا لمقاييس مجتمعية لثلاثة عوامل، منها تقدير انتشار الرق الحديث بالنسبة إلى إجمالي السكان، ومقياس زواج الأطفال، ومقياس الاتجار بالبشر داخل وخارج البلد. وجاء في التقرير أن حوالي 53 ألف شخص في المغرب «يوجدون في وضعية عبودية في مظاهرها الحديثة»، معتبرا أن الإجراءات القانونية التي يتخذها المغرب من أجل القضاء على مظاهر العبودية تظل غير كافية، كما أن تطبيقها لا يجري على نحو مضبوط. وأضاف التقرير استنادا إلى بحث للمندوبية السامية للتخطيط أن تشغيل الفتيات الصغيرات كخادمات في البيوت يشكل نسبة كبيرة حيث أن حوالي 533.76 عائلة تشغل خادمات صغيرات بدراهم معدودة، أي مايعادل 1.1 في المائة من العائلات المغربية. وأورد التقرير أن هناك 10 دول تحتل المراتب الأولى في العبودية، وجاءت موريتانيا في المرتبة الأولى، إذ يقدر عدد المُستعبدين من الشعب 160,000مقارنة مع عدد سكانها، وهايتي في المرتبة الثانية، إذ يقدر عدد من يعانون العبودية ب 220,000 بالنظر إلى عدد السكان. وجاءت باكستان في المرتبة الثالثة، وذلك بسبب زيادة أعداد المشرَّدين وضعف سيادة القانون، وهناك 2,200,000 من الناس يعانون من مختلف أشكال العبودية الحديثة. أما المرتبة الرابعة فقد احتلتها الهند، وذلك باستغلال المواطنين الهنود داخل الهند نفسها، لاسيما عن طريق الاستعباد والعمل الاستعبادي، في حين جاءت النيبال في المرتبة الخامسة، حيث وقعت اتفاقيات ثنائية مع ماليزيا، البحرين، اليابان، قطر، السعودية، الإمارات، الكويت وكوريا الجنوبية، وذلك لإرسال عامليها إلى هذه الدول، في حين يتعرض هؤلاء العمال إلى أشكال قاسية من العبودية في عدد من هذه الدول. وجاءت مولدوفا في المرتبة السادسة، واحتلت جمهورية بنين المرتبة السابعة، وحلّت كوت ديفوار في المرتبة الثامنة، والمرتبة التاسعة احتلتها جمهورية غامبيا، والمرتبة العاشرة لدولة الغابون. ولا يستثني التقرير، الدول المتقدمة من هذه الظاهرة العالمية، مشيرا إلى إحصاء 4400 شخص يعيشون في ظروف العبودية في كل من بريطانيا وإيسلندا وإيرلندا، وسجل التقرير الدول التي احتلت المراتب العشر الأقل في العبودية، فاحتلت أستراليا وبلجيكا والدنمارك واليونان وفنلندا ولوكسمبورغ والنرويج والسويد وسويسرا المرتبة 150، في حين جاءت نيوزلاندا في المرتبة 159، واحتلت المملكة المتحدة لبريطانيا وايرلندا وايسلندا المرتبة 160.