نقل حزب العدالة والتنمية رشاشه من يده اليمنى بعدما أصاب بطلقات نارية عدة جهات وأطراف إلى يده اليسرى موجها فوهته هذه المرة الى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، وإن بدت مؤشرات هذا الاستهداف خلال الشهور القليلة الماضية تتضح تدريجيا، حيث كانت انتقادات قيادة هذا الحزب الحكومي إلى قنوات الشركة الوطنية بالإذاعة والتلفزة المغربية موجهة في حقيقتها إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي- البصري، لكن دون أن يفصحوا عن ذلك، وكانت الخطة تقتضي الاكتفاء في مرحلة أولى توجيه رسائل مغلفة بالتنبيه، وبعد أن استنفدت هذه الخطة مرحلتها الأولى انتقلت إلى المرحلة الثانية التي يبدو أنها ترتكز على الإعلام والجناح الدعوي بهذا الحزب، ولعل هذا مايفسر إقدام جريدة «التجديد» لسان حال «حركة التوحيد والإصلاح» الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية في عدد يوم الخميس الماضي على شن هجوم عنيف جدا على الهيئة العليا للاتصال السمعي - البصري من خلال مقال رئيسي تصدر واجهة الصفحة الأولى مرفوقا بصورة كبيرة للأستاذة أمينة لمريني الوهابي رئيسة المجلس وجمال الدين الناجي الأمين العام للمجلس ، واختارت التجديد أن تعنون مقالها الهجومي ب «منذ أزيد من سنة لم تصدر أي قرار زجري أو تأديبي «الهاكا» تصاب بالخرس أمام تجاوزات القنوات التلفزية!». ويرى مراقبون أن حزب العدالة والتنمية مصر على تصفية حساباته الخاصة مع «الهاكا» التي كانت قد رفضت لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة العضو القيادي بحزب العدالة والتنمية دفاتر تحملات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية في نسختها الأولى، كما يرون أن هذا الهجوم يحمل اتهاما مبطنا «للهاكا» بالتواطؤ مع مديري قنوات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة . بيد أن وجهة نظر أخرى ترى أن تركيز حزب العدالة والتنمية هجومه على «الهاكا» في هذه الظروف يهدف الى تخفيف الضغط على وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي يواجه انتقادات حادة بسبب رداءة انتاجات قنوات الشركة الوطنية خلال شهر رمضان، في محاولة لتحميل «الهاكا» مسؤولية هذه الرداءة ولتغطية عجز الوزير وخواء شعاراته التي ملأ بها الدنيا ولم يقعدها.