استعرض مغاربة الخارج أمام رئيس الحكومة السيد عبد الإلاه بنكيران في يوم تواصلي، نظمته الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج يوم الجمعة 10 غشت 2012 أهم المشاكل والإكراهات التي تواجههم، داعين الى إيجاد حلول لها من أجل توطيد علاقتهم أكثر ببلدهم الأصل. وأكد مغاربة الخارج في اليوم ذاته الذي نظم بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر تحت الرئاسة الفعلية لرئيس الحكومة بشعار «الإرتقاء بالخدمات لفائدة مغاربة العالم»، على المشاكل المرتبطة باقتناء العقارات، موضحين أن هناك قضايا عالقة في هذا الصدد تعود إلى أزيد من عشرين سنة. وأضافوا قضايا أخرى من ضمنها المشاكل التي يعانيها المغاربة المقيمين بإيطاليا مذكرين بمشكل التقاعد ومركزين على اتفاقية بين المغرب وإيطاليا في هذا الصدد بالإضافة إلى مشكل التعويضات العائلية والإجراءات المتخذة بالنسبة للأسر الراغبة في العودة إلى المغرب. وأشاروا إلى ما اعتبروه قضية خطيرة تتمثل في هجرة الأدمغة، ونبهوا إلى بعض القضايا المتعلقة بغلاء تذاكر السفر عبر الطائرة، موضحين أن التكاليف في هذا الإطار تعتبر من التكاليف الأعلى في العالم. ودعت مداخلات لأفراد الجالية إلى التنظيم وتوحيد الرؤى لتسهيل إيصال رسائل الجالية إلى المعنيين بالأمر، فيما دعت مداخلات أخرى إلى الإعتناء بالرياضيين وأبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج. وركزت تدخلات لأفراد الجالية المقيمة بدول الخليج على أمور اعتبرتها أساسية، ذكرت من ضمنها التعليم وصندوق التقاعد والتغطية الصحية خلال العودة إلى المغرب لقضاء أغراض وإعادة النظر في خدمات العودة بالنسبة للمتقاعدين. ونبهت مداخلات أخرى إلى الخصاص الذي تعاني منه القنصليات على مستوى الموارد البشرية أو على مستوى التجهيزات، وأكدت على المشاركة السياسية لأفراد الجالية والتمثيلية داخل البرلمان المغربي، وركزت أيضا على بعض العراقيل التي يواجهها مستثمرون من أفراد الجالية والتي وصلت بعض الأحيان إلى القضاء والمحاكمات والسجن في بعض الحالات. وأكد رئيس الحكومة السيد عبد الالاه بنكيران في رده على استفسارات مغاربة العالم أن جميع المشاكل لايمكن حلها في ظرف ستة أشهر، موضحا أنه بالإمكان التغلب عليها من خلال التعاون والتنسيق بين الأطراف المعنية. واعترف بنكيران أن مثل الكثير من المشاكل التي طرحها أفراد الجالية في هذا اللقاء مازالت موجودة بالمغرب وبالإمكان معالجتها من منطق مناصرة الحق، واعتبر رئيس الحكومة سؤال ماذا هيأت الحكومة للمغاربة الراغبين في العودة إلى وطنهم سؤالا مشروعا. وأوضح أنه سبق له أن طلب من السيد عبداللطيف معزوز الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج التفكير في إنشاء مكاتب للتأطير والتوجيه داخل الوطن لمساعدة أفراد الجالية على قضاء أغراضهم الادارية في وقت وجيز. وقال إن السيد معزوز أخبره بأن هذه التجربة بدأ العمل بها في بني ملال والناظور. وبالنسبة لقضية هجرة الأدمغة، قال رئيس الحكومة، إن هذه الأخيرة تسعى إلى جعل الظروف مواتية للعمل والاستثمار بالمغرب، مشيرا إلى مبادرة الحكومة في خلق لجنة لمتابعة المشاريع والتي تنعقد كل أسبوع، وأوضح أن هذه اللجنة مستعدة لاستقبال طلبات وملفات مغاربة الخارج. وبخصوص التنقل والتكاليف، أوضح بنكيران أن الدولة دعمت الخطوط الملكية المغربية ب 1 مليار و 200 مليون درهم السنة الماضية نظرا للازمة التي كانت تعيشها وحاليا من المنتظر أن تتحسن الوضعية. وأكد على التعامل مع مكاتب دراسات يشغل فيها مغاربة بدل مكاتب دراسات أوربية، وبالنسبة للمشاركة السياسية، قال إن هناك عراقيل فيما مضى، حالت دون ذلك وأعطى وعدا لتفعيل هذه المشاركة في الانتخابات التشريعية المقبلة. كما تم التعامل به في عملية التصويت على الدستور. وتبقى الاشارة أنه تم التوقيع في هذا اللقاء على اتفاقية شراكة بين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج وصندوق الإيداع والتدبير من أجل وضع تغطية خاصة بالتقاعد لفائدة المغاربة المقيمين في الخارج، وقد تقدم بكلمات في هذا اللقاء كل من عبد اللطيف معزوز الوزير المكلف بالجالية المغربية، وسعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون وإدريس الأزمي الإدريسي الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، وعبد العظيم الكروج الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالوظيفة العمومية وممثل مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج .