سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدريد تقرر منع الطلبة الباحثين من الاطلاع على أرشيفها العسكري خوفا من الكشف عن حقائق وإثباتات تخص استعمال إسبانيا للغازات الكيماوية بشمال المغرب إبان الفترة الاستعمارية
قررت وزارة الدفاع الإسبانية -وبشكل مفاجئ- منع الطلبة الباحثين والدارسين والمؤرخين من الاطلاع عن الأرشيف العسكري التاريخي، مما سيحرمهم من معرفة الكثير من الأسرار والمعطيات والملفات المتعلقة بحقبة الحماية الاسبانية لشمال المغرب، ومن ضمنها ملف حساس مرتبط باستعمال الجيوش الإسبانية للغازات الكيماوية بمنطقة الريف (شمال المغرب). وبرر وزير الدفاع الاسباني بيدرو مورينيس المنتمي إلى الحزب الشعبي قرار تجميد هذه العملية بكون الكثير من الوثائق المرتبطة بالأرشيف العسكري ما زالت تعدو في نطاق السرية، وأن الكشف عنها قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية من ضمنها احتجاجات بعض الدول التي تربطها علاقات ديبلوماسية متينة. وكانت "كارمن تشاكون" وزيرة الدفاع في حكومة خوصي لويس رودريغيز زباثيرو قد اتخذت قرارا يسمح للطلبة الباحثين بالاطلاع على الأرشيف العسكري الإسباني بما فيه الملفات السرية الخاصة بفترة الحماية الإسبانية لشمال المغرب، وشكلت لجنة لمراجعة بعض المعطيات والأسماء لسحبها من هذه الوثائق تفاديا للحرج. ويشكل قرار وزارة الدفاع الاسباني انتكاسة لجميع الباحثين الذين كانوا يودون الاطلاع على الكثير من الأحداث التي بقيت مبهمة أو تتطلب معلومات إضافية بغية مزيد من الإيضاح. وكان المغرب من خلال وزير خارجيته قد طالب الأسبوع ما قبل الماضي الحكومة الإسبانية بفتح حوار هادئ ومسؤول حول ملف استخدام واستعمال هذه الأخيرة للأسلحة الكيماوية والغازات السامة خلال حرب الريف في عشرينيات القرن الماضي ضد رجال المقاومة وساكنة المنطقة المتصدّين للمدّ الكولونيالي الاسباني. كما أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون سعد الدين العثماني خلال معرض جوابه بالغرفة الأولى من البرلمان عن سؤال شفهي تقدّم به الفريق الاشتراكي على حرص حكومة المغرب على أن يكون هناك اعتراف وجبر للضرر المعنوي والمادي، وتعويض سكان الريف عن ما حدث خلال الفترة الاستعمارية التي تتحمل مسؤوليتها إسبانيا. كما اعتبر العثماني أن المملكة الإسبانيّة "لن تمانع في تفعيل هذا الحوار الذي يتعين أن يتم وسط اتفاق استراتيجي عام بين البلدين ومراعاة لمستوى تطور العلاقات الثنائية". وزاد سعد الدين العثماني أنّ الحكومة "منخرطة في الدفاع عن ضحايا هذا الملف، وما وقع هو من مسؤوليات المستعمر"، واسترسل: "مواقف كل الحكومات المتعاقبة ظل موحدا باعتبار الملف يعلو فوق كل الاختلافات والاعتبارات السياسية". و لم تتأخر صحف إسبانيا كثيرا في الرد على تصريح وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي بالبرلمان حول حرب الريف والغازات الكيماوية السامة التي قصفت بها إسبانيا أقاليم منطقة الريف (شمال المغرب) إبان الفترة الاستعمارية. حيث قللت من جدية المغرب في تجديد طلبه بفتح النقاش حول هذا الملف، وأشارت إلى أن تصريح رئيس الديبلوماسية المغربي جاء كرد فعل، بعد خمسة أيام من تعبير المغرب عن انزعاجه من إعلان الحكومة الإسبانية نشر قواتها على الجزر الجعفرية.